الاثنين، 5 أكتوبر 2009

تصريحاتي الى بي بي سي بشأن الانتخابات في اليونان

فوز كبير للاشتراكيين في الانتخابات التشريعية اليونانية

بي بي سي ـ 4 اكتوبر 2009

أقر رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامنليس بهزيمة حزبه (الديمقراطية الجديدة) في الانتخابات العامة التي جرت الأحد بعد أن أشارت النتائج الجزئية للانتخابات تقدم الحزب الاشتراكي المعارض بزعامة جورج باباندريو بسبع نقاط.



وقد انتهت عمليات الفرز في نحو 40 في المائة من اللجان، واستنادا الى نتائج هذه اللجان حصل الحزب الاشتراكي على حوالي 43 في المائة من الاصوات في حين هبطت نسبة حزب الديموقراطية الجديدة الى حوالي 35 في المائة.
ويحتاج الحزب الاشتراكي إلى 43 في المائة لكي يحقق الأغلبية المطلقة في البرلمان وقد حصل عليها.
واستنادا الى تقديرات معهد جمع النتائج التابع لوزارة الداخلية يتوقع حصول الاشتراكيين على 162 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ300. في حين سيحصل حزب الديموقراطية الجديدة على 33.8 في المائة أي 92 مقعدا وهي اسوأ نتيجة له منذ عام 1974.
وبعد أن تأكدت هزيمة حزب الديقمراطية الجديدة الحاكم أعلن رئيس الوزراء اليوناني المنتهية ولايته كوستاس كرامنليس انه سيستقيل من رئاسة الحزب.
وقال في كلمة مقتضبة امام وسائل الاعلام ان "الطريقة الوحيدة المشرفة والمسؤولة بالنسبة الي هي تحمل مسؤولية هذه الهزيمة والقيام بالخطوات للدعوة الى مؤتمر استثنائي للحزب في غضون شهر".
انتصار تاريخيوقال ايفانجيلوس فنيزيلوس احد قادة الحزب الاشتراكي امام جمهور كبير من انصار الحزب الاشتراكي الذين تجمعوا امام مقره في وسط اثينا "انه انتصار تاريخي عظيم.. انتصار شخصي لجورج باباندريو".
وفور اعلان هذه النتائج الجزئية جابت العاصمة اثينا مواكب سيارات تقل مؤيدي الحزب الاشتراكي وهم يحتفلون بالفوز ويلوحون باعلام الحزب.
ويكرس هذه الفوز عودة الاشتراكيين الى السلطة بعد هزيمتهم عام 2004 امام حزب الديموقراطية الجديدة بقيادة كوستاس كرامنليس.
تعهد باباندريو ببناء اقتصاد صديق للبيئة وباستقدام الخبراء الأجانب لمساعدة اليونان بالتغلب على مشاكله
ويأتي هذه الانتصار اثر دعوة كرامنليس الى انتخابات مبكرة بعد تفاقم الازمة الاقتصادية وظهور سلسلة من فضائح فساد طاولت حكومته.
وجازف كارامنليس بدعوته الى هذه الانتخابات المبكرة على امل الحصول على تجديد للثقة به من الشعب اليوناني ليتمكن من اقرار اجراءات تقشف. الا انه فشل وخرج من الحكم.
من جهته ركز جورج باباندريو (57 عاما) رئيس المجموعة الدولية الاشتراكية حاليا في حملته الانتخابية على دعم اصحاب الدخل المحدود وعلى محاربة الفساد وتحريك العجلة الاقتصادية.
استياء شعبيويتحدر باباندريو من سلالة من قادة يسار الوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية وهو ابن مؤسس الحزب الاشتراكي اندرياس باباندريو.
وانتخب جورج باباندريو زعيما للحزب الاشتراكي عام 2004 بعد أن تسلم عدة وزارات.ومع بدء التصويت صباح الأحد كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز الاشتراكيين وخسارة حكومة المحافظين بسبب السخط الشعبي المتزايد عليها.
وقال مراسل بي بي سي في العاصمة اليونانية أثينا إن الاستياء الشعبي المتزايد من كارامنليس مرده الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد وإخفاق حكومة المحافظين بمعالجة الفساد واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وكانت الحكومة المحافظة قد تعرضت لسلسلة من الفضائح التي أثرت على سمعتها وشعبيتها.
وشكك خصوم كارامانليس في قدرته على الوفاء بوعوده بتنظيف حكومته من الفساد وتحديث البلاد.
أما باباندريو، فقال إن حزبه، "حركة عموم اليونان الاشتراكية" (باسوك)، يعد ببناء اقتصاد صديق للبيئة وباستقدام الخبراء الأجانب لمساعدة اليونان في التغلب على مشاكله.
فضائحوقد أُرغم حزب باسوك نفسه على التخلي عن السلطة قبل خمس سنوات بسبب سلسلة فضائح الفساد التي تعرضت لها الحكومة حينذاك.
وكانت الحملة الانتخابية القصيرة قد انتهت يوم الجمعة الماضي، إلا ان أنصار الحزبين المتنافسين خرجوا إلى الشوارع يوم السبت وقاموا بتوزيع الكتيبات والملصقات التي تروج لسياسات وأفكار حزبيهما.
شهد "حزب الديمقراطية الجديدة" الحاكم سلسلة من فضائح الفساد خلال السنوات الأخيرة
وقال مراسلنا في أثينا، خالد خليفة، إن الانتخابات اليونانية ليست فقط معنية بفوز حزب وخسارة آخر، بل بما هو أبعد من ذلك: الثقة بين المواطن والدولة.
"خلل محوري"وقال معاوية أحمد، رئيس اتحاد الجاليات الأجنبية، في لقاء مع بي بي سي، "إن هناك خللا محوريا في هيكل إدارة الدولة اليونانية، وليس أدل على ذلك من استشراء التهرب الضريبي في البلاد."
من جهة أخرى، يقول رئيس اتحاد الجاليات الأجنبية إن المشكلة الحقيقية، هي في تعامل اليونان مع اللاجئين وعدم قدرتها على استيعابهم والاستفادة منهم.
ويضرب مثلا على ذلك بأن قطاعا كقطاع الزراعة، الذي يشكل 27 بالمائة من الاقتصاد اليوناني، يعتمد بصورة كاملة على الأيدي العاملة الرخيصة من اللاجئين.
"يأس تام"أما الناخب أليكساندر ميغابانوس، فقال إن الأمر عنده واضح تماما، إذ يلخص القصة بعبارة بسيطة: "يأس تام، فأنا لا أرى مستقبلا."
وميغابانوس هو واحد من 85 بالمائة من اليونانيين الذين فقدوا الثقة بالنخبة السياسية، حسب إحصاء أجراه مركز قياس الرأي العام الأوروبي.
وتفيد الإحصاءات الصادرة عن نقابة العمال اليونانيين بأن معدل البطالة في اليونان سيبلغ 17.3 بالمائة العام القادم، أي أن نحو 700 ألف مواطن من القادرين على العمل سيصبحون عاطلين.

ليست هناك تعليقات: