السبت، 7 مايو 2011

موت بن لادن يعزز مسيرة الشعوب العربية نحو الحرية

ينبغي الاعتراف بان المنطقة العربية تجتاحها مشاعر مختلطة تجاه مقتل أسامة بن لادن. هناك من اعتبره شهيداً، وهناك من يشعر بالارتياح والغبطة لان ضالاً أساء إلى الإسلام والعرب، قد ذهب.



وفي الواقع فان أسامة بن لادن ليس شهيداً، كما انه ليس ضالاً، ولكنه ببساطة استمرار لمجموعات العنف الثوري اليائسة التي اجتاحت المنطقة، كرد فعل على العنف الأجنبي، أو عنف الدكتاتوريات المحلية. خرجت بتأثير وهم أنها الأقدر على التحرير من الأجنبي أو سحق المستبدين المحليين وتحقيق العدالة الاجتماعية، بيافطات اليسار مرة، وباسم الإسلام تارة أخرى، حسب مقتضيات المرحلة.



لم يؤمن هؤلاء بالشعوب مطلقا، واعتقدوا أنهم المصطفون الخارقون الذين بإمكانهم أن ينفذوا بما يؤمنون، نيابة عن الشعب، ومن ثمّ حكمه بشرعية بما قد ينجحون في تحقيقه. ظنوا أنهم يمكن أن يستأثروا هم، بحق الشعوب، وواجبها في مواجهة الاستعمار الأجنبي أو الاستبداد الداخلي، فعانت منهم شعوبهم معاناة فاقت في كثير من الأحيان كل تصور وخيال.



بن لادن ليس شهيداً، ولا يمكن أن يكون كذلك، ولكن الحقيقة هي انه وجد تعاطفا حتى من أناس لا يتفقون معه في آرائه ومنطقه. لقد كانت الشعوب المحاصرة بعنف الغرب وإستبداد حكـّامها، في حاجة لإثبات كبريائها وكرامتها وقيمتها الإنسانية التي كانت تهان يوميا من الخارج والداخل، فقدم لها بن لادن ما تحتاجه، وبات يجسد للبعض رمزاً للجرأة والإقدام المفقودين. لقد كان الناس يعرفون أن هذه اوجب واجبات حكوماتهم، وكانوا يتمنون أن تقوم بواجباتها، ولكن مع تقاعسها كان "الشيخ بن لادن" يكتسب تعاطفاً متزايداً إلى أن تمدد وأصبح تشكيلات منظمة من المحيط الهندي إلى المحيط الهادي.



إن ما لم ينتبه له المتعاطفون هو الفارق بين ما يريدونه هم، والحاجة إلى التشبث بأي "منقذ" في ظل حالة الضعف التي ظلوا يشعرون بها، وما يريده هو من أهداف يسعى لتحقيقها، لو قدرت له الظروف أن يتسيـّد أو يحكم. إن المؤكد أن اغلبهم أن لم يكن كلهم، لو تبيـّنوا بصورة واضحة ما هي طبيعة الحياة التي كانوا سوف يحيوها لو أن بن لادن وأمثاله يتحكمون فيها، لن يرغبوا في مجرد التفكير فيها. أن التطرف غير المسبوق الذي وصل إليه بن لادن وأتباعه، والتعاطف الذي قد يشعر به البعض تجاهه، إنما هما عنوانان كبيران لليأس الذي بلغه الطرفان. فبن لادن ليس المنقذ، وأفكاره وأفعاله لا يمكن أن تمثل الكرامة والكبرياء، والتعلق به بأي صورة من الصور ليس سوى الوجه الآخر من نفس العملة، وهي قلة الحيلة والتطرف.



لقد رأينا كيف أن الثورات العربية قد حققت بسلميتها، ووضوح مطالبها، وقوة عزيمتها، ما لا يمكن لبن لادن، أو ألف بن لادن، أن يحققه في استعادة الكرامة والكبرياء، وإجبار الغرب على الاعتراف برغبات هذه الشعوب واحترام إرادتها. ولقد رأينا كيف أن هذا النجاح المثير سحب البساط تحت أقدام التيار الديني المتطرف إذ أكد على فشله في تحقيق إي انتصار، متسلحاً في الوقت نفسه بشعارات وأفكار لا تمت له بصلة، وهو ما سيضعفه في مقبل الأيام وربما يزيله نهائيا. وفي ظل هذه الظروف فان الإعلان عن نهاية مسلسل مطاردة بن لادن سيساعد حتما في تعزيز مسيرة الشعوب العربية نحو الديمقراطية والحرية والانفتاح نحو حضارة العصر. ولو كانت هناك فائدة واحدة من ذهابه فهي الأمل أن تؤدي نهاية أسطورة بن لادن التي شغلت العالم سنينا طويلة إلى إنهاء "حقبة الإرهاب" التي غيرت علاقات العالم، وهددت حقوق وحرمات الناس.

الاعلام السوري: الجميع كذابون ومتآمرون

29 أبريل، 2011‏، الساعة 02:27 مساءً‏‏

في تجوالي المسائي على الفضائيات العربية خصصت ليلة امس التوقف بعض الوقت في القناة الحكومية السورية. حاولت ان ارى ماذا يقول الاعلام الرسمي عن الاحداث وماذا يعرض للمواطنين وغير المواطنين. كان برنامجا اخباريا لحسن الحظ. فذلك كان مبتغاي. عرض المذيع شريطا مسجلا يشتمل على مقابلات مع مواطنين عاديين في دمشق والسويداء ومدينة اخرى لا اتذكرها. احصيت منها اكثر من 15 مقابلة. الاشخاص كانوا متنوعون رجال ونساء، كبار وشباب، عاملون وطلاب وامهات بصحبة اطفالهن وجميعهم في الشارع، سواء فيما بدا انه مكان عمل، او مجرد سابلة في طريقهم الى مكان ما. كان الموضوع حول تدخل الجيش على خط الازمة. وقد تكون هذه الطريقة الدعائية غير ذات بال لدى الكثيرين باعتبارها أمرا معتادا لدى الاعلام الرسمي العربي بشكل يومي، في وجود ازمة أو من دونها. لكن هذه المرة ومع الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا تكتسب اهمية خاصة وتبرز منها ملاحظات عدة:

الملفت كان التطابق المذهل في الاجابات حيث اجمعت كلها على تأييد تدخل الجيش لضبط "الامن والنظام"، ولم يبخل البعض بالزيادة فعاتب الجيش بأنه تأخر في التدخل. ليس من السهل بالطبع ان يزعم احد ان كل هؤلاء كاذبون ولكن من الممكن ايضا القول ان ليس بوسع اي منهم ان يقول كلاما غير الذي قاله، امام صحفيي النظام ومن تلفزيونه، ولهذا فان المؤكد هو انه لا يمكن التثبت من اي منهما، فالرأي الآخر غير مسموح به في سوريا بالمطلق. كان يمكن ان يكون الاعلام السوري اكثر حذاقة وذكاء من هذه الطريقة العقيمة لكسب الناس ومحاولة اقناعهم ان الافضل لسوريا ان تبقى كما هي للخمسين او المائة سنة القادمة كما كانت في الاربعين عاما الماضية.

بعد اللقاءات مع المواطنين، عرض التلفزيون تقريرا شن فيه حملة شعواء على الفضائيات العربية والاجنبية الناطقة بالعربية، وعرض صورا لصفحاتها الالكترونية. لم يستثن اي منها. اتهمها جميعا بالتحريض، ونشر اخبار غير موجودة، بل عرض لقطة من قناة الجزيرة ذكر انها من ليبيا. لم يجد الاعلام الرسمي السوري اي فضائية صادقة، ولا مرة واحدة، ولا في اي شأن سوري هذه الايام. اذن من هو الصادق؟ الاعلام السوري قدم الاجابة بنفسه اذ يصر انه الصادق وحده. ويعتبر ان كل لقطات التظاهرات التي ينقلها الشهود العيان بالموبايلات، اما مفبركة، او مجموعات مسلحة متآمرة تسعى لضرب سوريا. وهو في الوقت نفسه يمنع الصحافة العالمية ايا كانت من حرية الحركة بل ويمنع العديد منها من دخول سوريا اصلا.

انتقل المذيع الى الجزء الاخير من استعراض الوضع، وقدم لقطات لثلاثة اشخاص قال انهم من العصابات المسلحة المقبوض عليهم، مع حديث لهم في شكل اعترافات. والحقيقة فان لا احد غير الاعلام السوري نفسه، يستطيع ان يتحقق من صحة هذه الروايات، ولا من هوية هؤلاء الاشخاص، ومن أين أتوا، ولماذا يقومون بما يتكلم به الاعلام السوري، وأسئلة حائرة عديدة لا يقدم لها الاعلام السوري تفسيراً سوى بكلمة واحدة: المؤامرة.

من الواضح ان الاعلام السوري الرسمي سيواصل في هذا النهج. نهج حجب الحقيقة، واخفاء المعلومات عن الرأي العام، والتعتيم على الاحداث الحقيقية، وحرمان الرأي المخالف له من اي فرصة للتعبير. باختصار سيواصل نهج ابراز ما يريد ان يكون هو الحقيقة، مجندا كل قواه لاثبات وجهة نظر الحكومة، مع تغييب كامل للرأي الآخر (وحتى جثامين الشهداء) وكأنهم غير موجودين، جنبا الى جنب مع مدرعات القوات الخاصة في مهمتها لسحق المعارضة.

االاسد: الانتقال من المراوغة الى الانتحار


27 أبريل، 2011‏، الساعة 11:44 مساءً‏‏

اخيرا حسم الرئيس السوري امره واختار برغبته او دونها الطريق الوعر، المواجهة الشعب. وفي وقت قياسي انتقل من الحل الامني بكل اشكاله المرعبة، الى الحل العسكري الشامل، فنفض الغبار من آليات الجيش التي صمتت عقودا ازاء قوات الاحتلال، وادار فوهات مدافعها الى صدور الشعب الذي تنازل عن الحياة الكريمة من اجل توفير ثمنها.

خيار الاسد يعني امرين.
 
الاول قطع شعرة معاوية مع الشعب نهائيا، والتحوّل الى خانة العدو رقم واحد لقطاعات واسعة من المجتمع ودفع الشعب كي يصبح عدوه رغم ان الشعب لم يطلب منه الرحيل على الاقل في الاسابيع الاولى بل طالبه بان يقود هو الاصلاح. ولكته قرر ان يضحك عليه، ببيعه مشروعا بعثيا قديما من عام 2005 وكأن الزمن متوقف في ذلك العام، وحتى هذا لم يرى النور ولا يبدو انه سيـُطبق.
 
الثاني انه ماضي في ثبات في استعداء المجتمع الدولي، في وقت تغيرت فيه مفاهيم السيادة الوطنية، وانتقال قضايا حقوق الانسان الى أجهزة أممية، كمجلس حقوق الانسان، والمحكمة الجنائية الدولية، ومجلس الامن الدولي هذا عدا عن تعاظم دور منظمات المجتمع المدني المحلية والعربية والدولية التي لا يمكن ان تصمت ازاء عنف من هذا القبيل. واذا اضفنا الى ذلك طريقة تعامل الغرب مع المنطقة عبر ازدواجية المعايير فهذا يعني انه يفتح في الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي بل يدفع الشعب دفعاً، للقبول به للاحتماء به. لكن هذه هي بضاعة الاستبداد، والخروج عن الوطنية، وفي النهاية لا يصح الا الصحيح. العودة الى الشعب او الانتحار اما بايدي الشعب او ببنادق الناتو. ولا حول ولا قوة الا بالله، واللهم انصر شعب سوريا.






سوريا: وقع النظام في المصيدة التي نصبها للشعب

21 أبريل، 2011‏، الساعة 12:21 صباحاً‏‏

يستميت النظام السوري لإقناع الرأي العام أن الاحتجاجات الجارية في البلاد عمل مسلح من "مخربين ومغررين"، والامر كله "مؤامرة" تستهدف سوريا. ومن الواضح ان الهدف من ذلك هو ايجاد المبرر لاستخدام العنف لاقصى درجة بغرض وقف التظاهرات، واعادة الحياة الى حيث كانت، تحت قبضة حزب البعث واجهزته المختلفة.

بدأ رسم هذا المبرر منذ اللحظة الاولى بشكل مرتبك. فقد تكلم المسؤولون واجهزة الاعلام الحكومية في بداية التظاهرات عن "جماعات مسلحة مجهولة". تغير الاتهام بعد أيام قليلة الى "خلايا إرهابية مسلحة" ممولة من الخارج. وفي سبيل اثبات هذا الاتهام أعلنت السلطات بعد بضعة ايام انها اكتشفت "كميات كبيرة" من الأسلحة قادمة من العراق دون ان تحدد من هو المرسل، ومن هو المستلم، وما هو غرضه من كل ذلك، ولماذا في هذا الوقت بالذات. ومنذ يوم امس تغير اسم الجماعات المتهمة الى "مجموعات سلفية".

هذا القفز والتغيير المستمر والسريع يشير الى ارباك وتقلب وتناقض ولكن ايضا الى رغبة محمومة في تجريم الاحتجاجات ووصمها بالعنف حتى يتمكن منها النظام بالعنف الذي لا حدود له. لكن تبقى مشكلة النظام في ان المواطنين ما زالوا مصرين على التظاهر السلمي، وهو ما يجرد النظام من كل مصداقية يوميا، ويجعل قصصه المتغيرة بدون سبب مجرد فبركة لا تقف ولا على قدم واحدة. لقد وقع النظام في المصيدة الامنية التي نصبها للشعب.




سوريا: عندما يلعب الامن دور القاتل والمقتول

14 أبريل، 2011‏، الساعة 02:31 مساءً‏‏

ابرز التلفزيون الحكومي السوري لقطات لاسلحة خفيفة كدليل على وجود مجموعات مسلحة مجهولة تقتل المواطنين ورجال الامن اثناء التظاهرات التي تطالب بلاصلاح في سوريا. واقع الامر ان المسؤولين السوريين والاعلام الرسمي درجوا منذ اليوم الاول للتظاهرات على اطلاق هذه التهم ولكن من الواضح ايضا ان القليلين هم الذين يصدقونها، لانها لا تقف على دليل قاطع ولا تستند الى منطق يتسق مع الحالة التي خلقها النظام نفسه لانها لو كانت موجودة لما ظل باقيا حتى يومنا هذا.

اولى الملاحظات ان السلاح لا يملكه في سوريا سوى اجهزة النظام نفسه بحكم طبيعته الامنية العالية، وعسكرته الكاملة للمجتمع، واطلاق يد الامن في جميع مناحي حياة المواطن من صحوه الى منامه، وفي حله وترحاله. ورغم ان الحالة نسخة مكررة لما هو سائد في باقي البلدان العربية الا ان النموذج السوري يفوقها جميعا في الصرامة والحدة والحزم وعدم التسامح. ويستطيع كاتب هذا السطور ان يشهد على فشل جميع الجهود التي بذلت في احد البلد الاوربية لتشجيع المهاجرين السوريين لتكوين جمعية اهلية عادية خوفا من انهم سيكونون موضع مساءلة عند عودتهم لبلدهم خلال الاجازات الصيفية. فمبادرات من هذا النوع احتكار حصري على حزب البعث الحاكم ومن يريد جمعية عليه ان ينخرط في تشكيلاته. ولم يكن ممكنا ادماج المغتربين السوريين في شكل منظم اسوة بالاخرين الا عن طريق مظلة فضفاضة يشارك فيها عرب آخرون من دول مختلفة. يجري هذا خارج سوريا وفي بلاد لا تتمتع فقط بالحرية التامة بل تقوم فيها الحياة على المشاركة الحرة للمواطن ومع ذلك فان المهاجر السوري يشعر بالخوف من مجرد التفكير في التمتع بهذا الحق. في ظل وضع كهذا ليس ممكنا بأي حال من الاحوال، الحديث عن وجود "جماعات مسلحة مجهولة" لا تعرفها اجهزة الامن، واكتشفتها فجأة خلال المظاهرات العفوية والمفاجئة الاخيرة.

ثانيا لماذا يتكرر اطلاق الرصاص وسقوط القتلى في تظاهرات المواطنين العزل في جميع المدن والبلدات التي سارت فيها المظاهرات بينما لا تنطلق رصاصة واحدة خلال المظاهرات التي تنظمها الحكومة؟ فاذا كان وجود "جماعات مسلحة مجهولة" امرا حقيقيا، وغرضها زعزعة الامن بشكل عام، فلماذا تستهدف المسيرات المطالبة بالاصلاح وحدها، وتغض النظر او تختفي كليا عن مسيرات الحكومة؟

ثالثا التطابق المثير في طريقة العدوان على المتظاهرين المسالمين العزل مع ما حصل في تونس ومصر. رجال امن بزيهم المعروف يطلقون الرصاص الحي على الناس، ثم يتبعهم آخرون بلباس مدني فيما بات يعرف بالبلطجية، ثم في مرحلة ثالثة استهداف بعض رجال الامن الذين يمتنعون عن تنفيذ الاوامر مثلما ظهر من افادات محددة جمعتها منظمات حقوق الانسان. ان السؤال الحقيقي ليس هو من الذي يقوم بهذا القتل والعنف المفرط، لكونه معروف مسبقا ويمكن اثباته ببساطة كما حدث في تونس ومصر، وانما لماذا تصر هذه الحكومات على تكرار ممارسات اثبتت الاحداث القريبة جدا انها لا تؤدي في خاتمة المطاف سوى الى نهايتها؟

ان المؤكد ان الامن السوري يلعب لعبة مزدوجة (قاتل ومقتول) بغرض توفير الغطاء والمبررات لممارسة المزيد من العنف والقهر والقمع ضد المواطنين المطالبين بالحرية والاصلاح. ومع العنف الفعلي على الارض يقود الحكم حملة سياسية موازية تهدف الى التشويش على اغراض واهداف المسيرات السلمية، وتجريمها باعتبارها خطرا على امن المجتمع وسلامة الوطن لتوفير المزيد من الحجج لضربها وقمعها حتى تصمت. لكن هل ستصمت جماهير سوريا؟ المستقبل القريب، والقريب جدا سيقدم الاجابة القاطعة.

المصالح تسعى لفرملة الثورة الليبية

13 أبريل، 2011‏، الساعة 01:19 مساءً‏‏

لم يفكر الشباب الليبيون عندما أوقدوا إنتفاضتهم أبعد من حلم الاصلاح في بلادهم بإلهام من ثورتي تونس ومصر، لكنهم أدركوا الآن ان ازاحة القذافي ونظامه لا يتطلب فقط تقديم التضحيات الجسيمة في الأرواح والممتلكات، وانما عليهم أيضا أن يديروا معاركاً من نوع آخر مع خليط غريب من المصالح الدولية والاقليمية التي بنت مصالحاً واسعة مع القذافي وعائلته، وتراها الآن تنهار مع ازدياد المطالبة برحيله.

روسيا كانت اهم قوة دولية بدت مأخوذة بتطور الاحداث في ليبيا واتخذت موقفا معارضا للتدخل العسكري رغم انها وافقت على قرار العقوبات. ويبدو ان الخسائر الاقتصادية هي احد اكبر العوامل وراء الموقف الروسي المتذبذب تجاه الثورة الليبية. وكانت موسكو قد اعلنت رسميا انها ستخسر صفقات سلاح بقيمة اربعة مليارات دولار في ليبيا بسبب حظر للسلاح أعلنت تأييدها له. وتستثمر الشركات الروسية مئات الملايين من الدولارات في التنقيب عن النفط والغاز هناك وتقوم شركة السكك الحديدية الروسية ببناء خط سكة حديد في ليبيا بموجب عقد بقيمة 2.2 مليار يورو.

تركيا هي القوة الاقليمية الاهم التي اتهمها الثوار علنا بالسعي الى انقاذ العقيد القذافي. ومن الواضح ان السخط الذي عبر عنه الليبيون في شرق ليبيا هو اول واكبر ضربة لمسيرة ناجحة طالما سعى رئيس الحكومة التركية رجب اردوغان لبنائها في العالم العربي حتى كاد يصبح "زعيم الامة العربية" وحصل على جائزة القذافي العالمية. ويختلف هذا الموقف كليا عن الموقف من الرئيس المصري السابق ونظامه اذ ان الانحياز التركي كان من اللحظة الاولى واضحا وقويا. لكن حجم المصالح الاقتصادية في ليبيا غير مثيله في مصر. ولتركيا أكثر من مائتي شركة، ونحو 30 الف عامل تركي في مختلف انحاء ليبيا وتبني مشاريعا بقيمة 15 مليار دولار. وكان اردوغان، قد تحدث عن استثمارات تركية في ليبيا بقيمة خمسة مليارات دولار بينما يقارب حجم التجارة المليارين ونصف المليار دولار.

ولا يختلف موقف الاتحاد الافريقي كثيرا عن الموقف التركي اذ يتقاطعان في اعتبار ان القذافي وعائلته جزء من العملية السياسية في ليبيا، وهو ما يتعارض تعارضا تاما مع موقف الثورة الليبية. وطرح موقف الاتحاد الكثير من الاسئلة حول طبيعته المهادنة للعقيد وتردده ازاء الثورة الليبية منذ اللحظة الاولى. ان المؤكد ان القذافي الذي تبنى في السنوات الاخيرة توجها قويا نحو افريقيا توجت بتنصيبه "ملك ملوك افريقيا"، يملك نفوذا واسعا داخل الاتحاد الافريقي. ففكرة الاتحاد نفسها كانت واحدة من افكاره ويقول مراقبون ان الاتحاد يعتمد الى حد كبير في تمويله على العقيد القذافي كما ان العديد من الرؤساء الافارقة مدينون له باغداقه عليهم بالمال. ومما يجسد نفوذه نجاحه في دفع الاتحاد الى رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير خلال قمة سرت في ليبيا، وهو ما تحول الان الى مفارقة حيث أصبح هو نفسه مهددا بالاتهام نفسه من قبل نفس المحكمة بعد ان اوكل لها مجلس الامن الدولي البحث في احتمال ارتكابه جرائم ضد الانسانية.

يبقى الموقف الجزائري والسوري اهم المواقف العربية المناوئة بوضوح للثورة الليبية ولكن الموقف الجزائري هو الاهم كونها تقاسم ليبيا بحدود تقارب الالف كيلومترا. ولا يحتاج المراقب الى معارف خاصة حتى يفسر الموقفين فهما ببساطة يبذلان بكل ما يملكان من امكانيات امنية من اجل قمع أي ثورة مشابهة في بلادهما ما يعني ان اي تأييد للثورة الليبية يعني في الواقع ادانة نفسيهما. وفي حال نجاح الثورة الليبية نجاحا كاملا فان الجزائر وفي ظل صراعها المرير مع المملكة المغربية ستبقى البلد المغاربي الوحيد المعزول والمحاصر بالديمقراطيات المستندة الى ارادة شعبية حقيقية وهو ما لا ترغب الجزائر في رؤيته يحصل بأي شكل من الاشكال.










حوار مع معارض ليبي

04 أبريل، 2011‏، الساعة 02:24 صباحاً‏‏

قرأت مقالا رصينا لمعارض ليبي هو الاخ سعود سالم بعنوان "بوادر هزيمة الثورة الليبية". الفكرة الاساسية للمقال هي رفض التدخل الدولي في الثورة الليبية. وكنت قد تابعت اراء اخرى عديدة تقوم على نفس الفكرة. وقد وجدتها كلها تشترك في امرين الاول انها تكتفي بالرفض دون ان تقدم بديلا مع ميل واضح لاغلبها الى تغليب الرؤية الايدولوجية اليسارية تحديدا لمجرد ان المسألة فيها امريكا والنيتو التي تعتبر ان اي شىء فيها امريكا او النيتو يجب محاربته ومعارضته. الامر الثاني هو ان اغلب هذه المقالات لا تهتم كثيرا بالشعب الليبي نفسه ولا تورد حتى من باب المجاملة مواقفه ومطالبه ورؤيته للامور. لكن مقال الاخ سعود اتخذ منهجا مختلفا استند الى المنطق، والحجج القوية التي تجعل القارىء المتمعن يتوقف عندها كثيرا.

حاجج الاخ مسعود في رفضه للتدخل الدولي بثلاثة اسباب أو اخطاء كما سماها تحديدا وهي: "تحويل الثورة الشعبية الى ثورة مسلحة، وانشاء قيادة من بقايا النظام واخيرا طلب المساعدة من اعدائنا". يرجى مراجعة المقال في ذيل التعليق.

بداية لابد من الاعتراف بأن هذه الحجج المنطقية يمكن ان تكون كذلك لو كانت ظروف الثورة الليبية محاطة بتحديات قابلة للتوقع مهما بلغت قسوتها ووحشيتها لكن حالة الحكم الليبي بلغت من الشطط والتطرف ما يفوق كل امكانية انسانية في الخيال. لقد سخر الكثيرون من الخطاب الاول للقذافي بعد انفجار الثورة واصبحت "زنقة زنقة" صرعة في اليوتيوب، ولكن احدا لم يصدق انها رسالة موت بما يتحمل العقل وما لا يتحمل، وانا من بينهم. لقد كان القذافي يعني فعلا ما يقول "من الصحراء الى الصحراء.. شبر شبر، بيت بيت، زنقة زنقة..الخ". واطلق جحافل الموت والدمار في كل الاتجاهات وما زالت مستمرة الى يومنا هذا. صار الموت مجانا في ليبيا، واصبح القتلى ارقاما سريعة في نشرات الاخبار. وباتت لقطات مرعبة تقشعر لها الابدان، وتجن لها العقول، مجرد لقطات يومية عادية "لقطة الطبيب الواقع على الارض جريحا يردد الشهادة ويطلب منه الجندي ان يقول عاش الفاتح، عاش معمر ثم يقتله بدم بارد وكأنه حشرة، ثم حادثة ايمان العبيدي". يحدث هذا والتدخل الدولي جاري على قدم وساق، والقنوات الفضائية الاعلامية الدولية والمواقع الليبية المعارضة تنقل يوميا اهوالا من البشاعة والوحشية التي كنا نقرأها في كتب التاريخ القديم، ونحسبها ذهبت الى غير رجعة. لم تقتصر المآسي المذهلة على الليبيين وحدهم بل طالت عدد كبير مجهول من جنسيات اخرى خاصة الافارقة ولكن لن نعرف حجمها ومداها قبل ان تتوقف آلة الحرب القذافية. اشعر بقشعريرة الرعب كلما خطر في ذهني السؤال: والحال كذلك ماذا كان سيحدث لو لم يتدخل القادرون على وقف القذافي عند حده؟ هذا يعني امرا واحدا وهو ان الحالة الليبية لها خصوصية لا يمكن ان تنطبق عليها مقاييس الثورات المعروفة. رسالة ورد فعل القذافي الذي رأيناه وما نزال نراه يعني شيئا واحدا وهو ان المعارضة مهما بلغت سلميتها تعني الانتحار، ولن يردعه حصار سياسي او اقتصادي او مطالبات دولية او افريقية او عربية او تضامن شعبي. ضمن هذه الخصوصية يجب النظر الى الثورة الليبية.

الامر الثاني وهو قضية القيادة. فقد كنت وما زلت مؤمنا ايمانا كاملا بان التغيير في ليبيا بالعلاقة مع الخطر المجنون الذي يمثله القذافي وطريقة تفكيره وتعامله لا يمكن ان يتم دون تعاون مع اهل النظام انفسهم. ان اي ثورة في العالم او على الاقل في دولنا العربية بدءا من التجربة السودانية (1964 و1985) وهي الرائدة ونهاية بالتجربتين التونسية والمصرية لا يمكن ان تكلل بالنجاح دون انحياز طرف مهم في النظام نفسه. وفي حالات الدول الثلاث كان الجيش هو العامل الحاسم رغم ان الدكتاتوريات تلك كانت تحكم باسمه. وما معضلة الثورة في اليمن اليوم الا هذا النقص لان النظام هناك صنع شيئا شبيها بالقذافي (رئاسة ابن الرئيس للحرس الجمهوري مثلا). هذا يقود الى حقيقة هامة وهي ان الدكتاتوريات في الدول الثلاث حافظت على الاقل على هيكل الدولة ومؤسساتها مما سمح بحد معين من العنف وهو امر لا يوجد في دولة القذافي. الهامش الوحيد الذي كان متوفرا هو انحياز جزء من القيادة السياسية وهو ما حدث وكان مطلوبا ضروريا في ظل غياب اي اثر لمعارضة في الداخل بل وغياب المجتمع المدني بشكل كامل.

اما مسألة طلب المساعدة وفي الحقيقة لم افهمها تماما لكن بغض النظر فان تطور الحركة الثورية في ليبيا سوف تعتمد على المساعدات الخارجية لحد بعيد. ليس لان الليبيين اقل قدرات من الشعوب الاخرى ولكن لان النظام نجح خلال الاربع عقود الاخيرة في تفريغ البلاد من كل شىء، بل بالقياس الموضوعي وحساب الفروقات الزمنية فقد حرم حتى من امكانيات المقاومة ضد الاستعمار الايطالي في القرن الماضي. ان تبني علم الاستقلال (او ما يسميه البعض علم الملك) له دلالة رمزية بالغة الاهمية. فالثورة في ليبيا تكاد تقول للناقدين"دعونا اولا نعود الى حالة دولة عادية ثم نرى ماذا يمكن ان نفعل". تلك هي الحالة التي وصفتها في تعليق سابق "ان تحتاج الى تغيير اطارات سيارتك وانت تقودها بسرعة". اللهم انصر الشعب الليبي.

بوادر هزيمة الثورة اللبية

سعود سالم

في خلال ساعات قليلة سيقرر مجلس الأمن الدولي بداية الهجوم الجوي على ليبيا

فرنسا تقول أنها مستعدة لبداية إلقاء القنابل منذ الليلة

نحن ندد بهذا القرار الدولي - إذا تحقق

ونرفض مبدئيا أي تدخل أجنبي في ليبيا مهما كان نوعه

وبالذات من فرنسا التي باعت للقذافي بعدة مليارات الأسلحة التي يستعملها اليوم لتفجير الليبيين ولم توقف عقودها مع اقذافي إلا منذ ثلاثة أسابيع.

ندد بهذا التدخل والذي سيحول ليبيا إلى جحيم أكثر من الجحيم الحالي.

والذي من شأنه أن يسرق من الليبيين ثورثهم التي كلفتهم حتى الآن آلاف الضحايا.

وأيضا سينشئ الشقاق داخل فصائل المقاومة.

وحتى في حالة نجاح هذه العمليات العسكرية ومقتل القذافي كصدام حسين

فإن الأمريكان والفرنسيين سيكونون هم الذين حررونا من القذافي

ونستطيع أن نؤكد بأنهم سيذكوننا بذلك في كل لحظة وكل مناسبة.

فكيف سنقابل العالم بعد اليوم؟ وكيف نشرح للأجيال القادمة كل هذه الضحايا، كل هذه الجثث التي تملأ الشوارع.

نتحرر من القذافي ونصبح عبيدا لمن سلحه وأعطاه القوة طوال هذه السنين الطويلة من القهر والعنف السلطوي.

بعد الخطأ الأول ، تحويل الثورة الشعبية إللى ثورة مسلحة،

ها نحن نرتكب الخطأ الثاني ، إنشاء قيادة ليبية من بقايا النظام

والخطأ الثالث قادم لا محالة .. طلب المساعدة من أعدائنا

ونرجو ألا نصل إلى ضرورة خطأ رابع … الإحتلال وإنزال المارينز

ساركوزي وفرنسا عدو لنا ولكل العالم الثالث ولا يخفي كراهيته لنا كل ما يهمه هي مصالحه الإنتخابية العام القادم.

والذي نظم المقابلة واللقاء بين ساركوزي وبين ممثلين عن المجلس الوطني الإنتقالي ليس إلا المتفلسف برنار هنري ليفي والذي حضر المباحثات بين الجانبين

وللذين لا يعرفون هذه الشخصية

فهو ناشط صهيوني فرنسي يعمل كل جهوده لمساندة إسرائيل والدفاع عن مصالحها، متواجد ليلا ونهارا في الساحة الإعلامية الفرنسية والعالمية، ولقد رأينا صوره مؤخرا في ميدان التحرير في القاهرة حيث جاء ليرى ما يجري ولتأكد بأن ثوار ميدان التحرير لا يهتفون بسقوط إسرائيل.

فماذا يمكن القول الآن في انتظار القنابل؟

لأن القنابل لن تفرق بين من مع ومن ضد القذافي

القنابل الإستعمارية كما تعرفون لها هدف واحد ووحيد الدفاع عن مصالح تجار السلاح

يبيعون بعدة مليارات أسلحة للقذافي

ثم نطلب منهم أن يدمروا هذه الأسلحة

وبعد ذلك نعقد صفقات جديدة مع الحكومة الجديدة

القصة قديمة ومعروفة ومملة

ولكن هناك من لا يفهم إلا بإرتكابه بنفسه الأخطاء التي ارتكبها من سبقه

أقول هنا بكل وضوح

أن هذا الخيار هو خطأ ستراتيجي في غاية الخطورة

سيدفع ثمنه الشعب اللبيي ربما طوال سنوات عديدة

أطول من سنوات القذافي وعائلته المالكة

ونناشد اليوم

الآن

قبل عدة ساعات من حرق ليبيا نهائيا وتحويلها إلى بغداد أخرى

كل اللبيين

المثقفين

الفنانين

والجامعيين

الكتاب والذين لا يعرفون الكتابة

وكل مواطن ومواطنة

نطالب الجميع برفض هذا التدخل العسكري من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا ومن يساندهم من الأنظمة العربية

وفي نفس الوقت نطالب لكل الشعوب أن تساندنا

مصر وتونس وفرنسا والصين وشعوب العالم بأسره نرحب بمساندتهم وتعاطفهم معنا

ولكننا لا نطلب أي شئ من أي حكومة سوى أن يرفعوا أيديهم عنا ويتركوننا نحل مشكلة القذافي بأنفسنا.

من مدونته:



http://saoudsalem.maktoobblog.com/1619397/

ليبيا: دعم المجلس الوطني وتسليح الثوار واجب شرعي وانساني واخلاق

01 أبريل، 2011‏، الساعة 12:40 صباحاً‏‏

عدا عن التطورات المتلاحقة في الميدلن اصبحت التطورات السياسية لا تقل عنها سرعة. ومنذ الامس برز تطوران مهمان الاول الجدل حول تسليح الثوار الليبيين والثاني بداية التصدع في الحلقة الضيقة حول القذافي.

الجدل حول تسليح الثوار يجري على مستويين. الاول المستوى الدولي حول بات هناك خلاف حول تفسير قرار الامم المتحدة المنخذ ضد مظام القذافي. اذ بينما يقول البعض انه متعلق فقط بحماية المدنيين يقول آخرين انه يشمل ايضا تسليح الثوار. كذلك يدور جدل آخر حول ما اذا يهدف الى فرض منطقة حظر طيران فقط ام يذهب الى ازاحة نظام القذافي. ايا يكن الامر فان التطورات على الارض تفرض فعلا امرين احلاهما مر بالنسبة الى المجتمع الدولي. وهي اما ان يـُترك الثوار وحدهم في ظل اختلال كامل لميزان القوى بينهم وبين كتائب القذافي وتطول الحرب الى اجل غير مسمى مع مزيد من الضحايا والاختناق، واما الشروع في دعمهم ومساعدتهم وتسريع عملية ازالة النظام، لتمكين الشعب الذي ينتظره الكثير لاعادة ترتيب البيت الليبي من البداية، وضمان قيام دولة موحدة مستقرة تساهم في عملية التطوير الديمقراطي والتنموي في المنطقة كلها جنبا الى جنب مع النظامين الجديدين في تونس ومصر.

بالطبع فان تردد الغرب ومخاوفه امر مفهوم. فهو لا يريد ان يتعجل في تعاون مع مجموعة من الناس لا يعرفها جيدا وما تزال بالنسبة له جماعات مجهولة ويخشى ان يقع في فخ التعامل مع اناس ربما يكتشف مستقبلا انهم مصنفين اعداء، ولذلك فانه يأخذ كلام القذافي عن تورط القاعدة في القتال محمل الجد.

ويستشف من التقارير الصفحية ان الغرب ما زال مشغولا بقوة في البحث عن اجابات قاطعة عمن هم المقاتلين ومن اين اتوا ومن يمثلون. ويزيد الغموض قلة الخبرة وغياب الانضباط الى ما يصل الى حالة اقرب الى الفوضى وسط صفوفهم خصوصا وان العسكريين الليبيين المنشقين طالما اشتكوا من صعوبات جمة في التنسيق معهم ما يعني انهم الجزء المحترف ليست له سيطرة عليهم. كذلك يطرح الغربيون مخاوف كبيرة من ان يؤدي التسليح الى زيادة انتشار السلاح ووقوعه في ايدي لا علاقة لها بالثورة واهدافها المعلنة. بل وان تنحرف الامور اذا طالت الحرب وفي ظل عدم السيطرة عليهم الى انقساهم وتشرذمهم الى جماعات مسلحة تبدل وتغير اهدافها الى اهداف اخرى وتصبح عامل عدم استقرار في البلاد والمنطقة. وليس هناك شك ايضا في انهم ايضا ما زالوا يتقصوا كل صغيرة وكبيرة عن المجلس الوطني نفسه من حيث صدقية تمثيله للشعب، ومدى قدرته في السيطرة على الثوار ومجمل الاوضاع في المناطق التي يسيطر عليها.

ان من حق الغربيين ان يتحسسوا اماكن وضع اقدامهم لكنهم في المقابل عليهم ان يدركوا ايضا مدى حجم وتعقيد المهمة الملقاة على عتاق المجلس الوطني الانتقالي في ظروف مثل الظروف التي صنعها القذافي طيلة العقود الماضية. فمشكلة المجلس ومن ورائه الشعب الليبي كله ان نظام القذافي قد دمر بنية الدولة ومؤسساتها كما تعرفها البشرية في عصرنا الحالي، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية الوطنية التي تحولت الى ميليشيات موزعة على ابنائه وباسمائهم. ولم يكتفي بذلك وحسب بل وسحق وقتل كل صوت معارض داخل البلاد ولاحق الكثيرين منهم خارجها واصبحت عبارة مجتمع مدني في ليبيا اشبه بالنكتة. وصدق القذافي حين قال ان ليبيا ليست تونس ولا مصر ولكن ليس فيما عناه هو وانما لانها فقدت مؤسساتها بسبب حكمه المجنون. في ظل هذا الوضع العجيب فان تكوين المجلس الوطني في حد ذاته يجب ان يعتبر معجزة، وسوف يكتب التاريخ انه القيادة الوحيدة في العالم التي يتعين عليها القيام بمهمتين في ظروف استثنائية، ازالة نظام لا يقارن بأي نظام من حيث القسوة والوحشية، وبناء الدولة من الصفر. حال المجلس الوطني حال من يطلب منه تغيير اطارات السيارة وهو يقود سيارة باقصى بسرعة. في هذا الوضع فان دعم المجلس الوطني بمختلف الطرق يبقى واجبا شرعيا وانسانيا واخلاقيا على كل من يؤمن بقيم الحرية والعدالة والتضامن الانساني ولا فرق في ذلك بين عربي او غير عربي. اعان الله المجلس الوطني والشعب الليبي في المهمة الصعبة.

الاسد: رئيس شمولي آخر لم يتعلم الدرس

31 مارس، 2011‏، الساعة 12:42 صباحاً‏‏

استعمت الى خطاب الرئيس السوري قبل دقائق. خطاب طويل كالعادة ولكنه كالعادة ايضا لم يكن في مستوى الشجاعة المتناهية والدماء الغزيرة التي قدمها المتشوقون الى التغيير.

من البداية لم يعترف بانتفاضة الشعب وتضحياته الكبيرة بل وادانها فورا وسماها "فتنة" وكعادة كل النظم الشمولية في المنطقة لم يستطع ان يرى فيها سوى انها "مؤامرة كبرى". حاول التقليل من شأنها ولم يرى فيها سوى بضعة خدمات وزيادات في الاجور شأنه شأن كل النظم الاخرى التي تحاول الفكاك والهروب من رؤية الحقيقة وهي انها نظم انتهت صلاحيتها من وقت طويل وتحاول شراء ضمائر الشعوب بالفتات. الناس فعلا تطالب بتحسين حياتها ولكنها تطالب ايضا وقبل كل شىء بالحرية، وبدولة القانون، وانهاء الفساد، والمشاركة المفتوحة والمتساوية في الحياة العامة، وتطوير نظام الحكم الى نظام عصري متحضر يحترم المواطن في كرامته ومعاشه. وبكلمات اخرى فان الناس لا تريد الحكم البعثي الشمولي، القابض على الانفاس، وانما تريد حكما تعدديا يعبر عن جميع تكوينات المجتمع السوري، ولا تريد دولة القلة المكونة من العائلة والاقارب ومواليهم من المقربين، وانما تريد دولة القانون التي يتساوى فيها المواطنون، التي لا تحابي قريبا او مواليا او منتفعا، ولا تريد رئيسا متسلطا يتحول اي نقد له الى مساس بامن الدولة، وانما رئيسا منتخبا ومنضبطا في حدود سلطات يحددها دستور حقيقي وخاضع للمساءلة والمراقبة ولزمن معلوم، في اطار فصل واضح بين السلطات، ولا تريد برلمانا صوريا كاذبا لا يمثل الا نفسه ويطبل بحمد النظام ويختم باصابعه العشرة على اي قرار يقول به الرئيس دون نقاش وانما تريد برلمانا حقيقيا يدخله ممثلون حقيقيون منتخبون انتخابات حقيقية وصحيحة، ولا يريدون رئيسا يحوّل اسم سورية الى "سورية الاسد"، وانما يريدون سوريا ان تكون للجميع.

قفز الاسد عن القضايا الرئيسية التي طرحتها التظاهرات الاخيرة وسعى بوضوح الى الالتفاف عليها. اكثر من الحديث عن المؤامرات. لغة اعتدنا عليها لعقود ولكنا تعودنا ايضا انها كلام اجوف. ولم يسعفه تحليله غير الذكي فوقع في نفس الفخ الذي وقع فيه سابقوه بن علي وحسني مبارك والقذافي
قال:

المظاهرات مؤامرة كبرى

القرارات المجهولة التي تعهد بها دون تحديد زمن "جاهزة منذ عام 2005" وانه جاء اليوم فقط ليؤكد عليها وليس بسبب التظاهرات.

هاجم الاعلام كعادة جميع الشموليين الذين يعتبرون ان اعلامهم وحده الذي يقول الحقيقة بينما تعرف الشعوب انه الاعلام الوحيد الكاذب.

قال هناك 3 امور منفصلة. الفتنة والاصلاح وحاجات الناس اليومية. كيف دخلت كلمة "فتنة" في الموضوع فهذا ما يعلمه وحده ولكنه اكد بوضوح ان المظاهرات "ايجابية لو كنا نسيطر عليها". انه يريد مظاهرات من نفس النوع الذي رأيناه وهو يلقي خطابه. كان الحاضرون يتسابقون في القاء الشعر، وعبارات التأييد المزيف. كانت مهزلة من النفاق الذي يوازي ويعادل نزق القذافي وخشونته. اول مرة ارى واسمع برلمانا يتحول الى هتيفة و"سوق عكاظ" يتبادل فيها النواب الذين لا يمثلون سوى النظام الذي اتى بهم، الشعر والخطب التي تمجد الرئيس وهم يعلمون انه شخص عادي. تحول مجلس الشعب الى مجلس الشعراء.

ان اقصى ما قدمه الاسد في خطابه هو برنامج حزب البعث الحاكم واجندته، وهو بالضبط ما ثار عليها الناس. هذا يعني عمليا ان الرئيس السوري لن يستطيع ان يقدم على الاصلاح المطلوب ما يعني ان الازمة والاحتقان المتراكم سوف تستمر. ومع انطلاق عجلة التغيير في المنطقة فانه لن يجد فكاكا ومخرجا من تنفيذ مطلوبات هذا التغيير كاملة دون نقصان او عليه المغامرة بمستقبل النظام كله آجلا ام عاجلا.

حرية مع الجوع افضل من جوع بلا حرية

21 مارس، 2011‏، الساعة 01:14 صباحاً‏‏
قضت اغلب الدول العربية نصف القرن الماضي في كفاح مرير مع الاستعمار من اجل الاستقلال، وعندما تحررت وجدت نفسها تقاتل نصف القرن الثاني من اجل الحرية من الدكتاتورية المحلية. مع فجر الاستقلال قايضت النخب المدنية والعسكرية التي استلمت الحكم، شعوبها بالحرية مقابل الخبز (التنمية والرفاهية)، ولكن الشعوب لم تجد بعد خمسين عاما او يزيد، لا الحرية ولا الخبز. ويقول الصحفي الليبي محمود شمام ان نظام القذافي قد اضاع حتى عام 2007، 300 بليون دولار لا يعرف احد اين ذهبت. وتقول دراسة هندية نشرتها بي بي سي في يناير 2009 ان الصراعات في المنطقة اضاعت 20 تريليون دولار وهو مبلغ كافي لوضع افريقيا كلها في مصاف اوربا من حيث التنمية والرفاهية. هل اخطأت الشعوب التي هبت تطالب بانتهاء المقايضة الكاذبة؟

عصر الدهشة والالم

قيض الله لنا ان نعيش عصر الدهشة. كنت اقلب في صور قديمة لرؤساء سابقين في الدول العربية تمتلىء بها صفحات الانترنت. جزء كبير منها لقطات لمواكب زعماء تسير في الشوارع وطوفان من الجماهير حولها والمحتفى بهم يلوحون باياديهم لابناء الشعب. بدت الصورة سمن على عسل بين الزعماء والشعوب. اليوم اختفت هذه المواكب من المشهد العام. وبدلا من حشد الجماهير لتحية هذا الزعيم او ذاك باتت الحكومات تحشد الجنود المدجج بالسلاح وتغلق الطرقات ولا تتورع بطبيعة الحال عن اطلاق النار الحي في صدر كل من يتجرأ على مجرد التعبير عن موقفه بالهتاف او التجمع حتى لو كان هذا التجمع عشرين شخصاً وليس الهجوم المسلح او غير المسلح على مسؤول.

تناقضات العرب اغرب من نظام القذافي

العرب منقسمون حول الوضع في ليبيا حتى قبل ان تبدأ قمتهم الطارئة غدا السبت. يعرفون كيف يقولون لا بسهولة ورشاقة ولكنهم لا يعرفون كيف يقدمون الحل البديل. وازاء ذلك لا تملك الشعوب سوى ان تتجرع المرارة وتعود الى حالة الاحباط المزمنة منذ خروج المستعمر والى الآن.

فقبل ان تبدأ القمة غدا السبت انقسمت الحكومات العربية الى فريقين. فريق يدعو الى فرض حظر جوي على ليبيا (مجلس التعاون الخليجي)، وفريق يرفض الفكرة (الجزائر وسوريا والسودان). ثم ان القمة تنعقد وهي لم تعترف اصلا بالمجلس الوطني الانتقالي وقد سبقهم في ذلك الاوربييون ممثلا في فرنسا وقد كان الاولى ان يكونوا البادئين ان كان هناك ارادة عربية حقيقية تحترم ارادة الشعوب. وكم كان مخجلا اضطرار مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوربي البارونة كاترين آشتون الى تذكير العرب بواجبهم حين قالت "ان اعتراف الدول العربية بالمجلس الوطني الليبي سوف يشجع الاتحاد الاوربي على اتخاذ نفس الخطوة". لقد كانت آشتون احرص على ماء وجه العرب اكثر من العرب انفسهم.

ولا يحتاج متابع لان يرى الفارق بين امكانيات الثوار على الصعد كافة وبين ما يملك خصمهم العنيد المتسلط، ليس فقط من مال وعتاد وبنيات ولكن ايضا من عزم مرعب في القتل والانتقام رغم انف الجميع. لقد ظن الجميع ان الثورة في ليبيا ذاهبة في طريق سابقتيها في تونس ومصر سلمية مائة بالمائة وصولا الى "النهاية السعيدة" بخضوع القيادة الى ارادة الشعب وتغيير النظام. لكن الاحداث اكدت بسرعة ان الشعب الليبي يحتاج الى تقديم اضعاف التضحيات التي قدمها الشعبان في تونس ومصر في سبيل الانعتاق من ربقة نظام لا يشبه اي نظام في العالم. وقد صدق القذافي حين قال ان ليبيا تختلف عن تونس ومصر ولكن ليس في وهمه عن القاعدة وانما في عدم ايمانه اصلا بوجود ارادة شعبية وفي دمويته والوصول الى حدود غير مألوفة في القمع.

ازاء ذلك لا يجب ان يعول الليبيون كثيرا على اشقائهم العرب في كفاحهم ضد نظام ذهب بعيدا في استعبادهم والان في تقتيلهم واذلالهم. فها هي مصر تقول على لسان وزير الخارجية السابق احمد ابو الغيط ان الولوية لمصر هي اجلاء رعاياها. والجزائر تعتبر ان اهم مسالة لديها قضية القاعدة والامن في الحدود الجنوبية وقد نشرت بالفعل الافا من الجنود على الحدود. عليهم ان يعلموا انهم سوف يعتمدون على انفسهم فقط وعلى القوى المدنية العربية المناصرة لهم هنا وهناك.

القذافي.. الظاهرة العجيبة

يمتلك القذافي واولاده قدرة غير عادية على رؤية الواقع وفق خيال خاص بهم ويصرون بارتياح شديد على اقناع العالم به. والحقيقة ان الحكومات عموما والعربية خصوصا قد تخصصت في الكذب على جماهيرها ونسج قصص مفبركة من خيالها في وصف الاحداث او الافعال التي تدينها. لكن حالة القذافي تختلف لانها تجاوزت الكذب ووصل الى الانكار العلني لواقع مرئي على شاشات التلفزيون دقيقة بدقيقة من الكافة. ولا تختلف التفسيرات والتصريحات الصادرة منهم حول الاوضاع والمواقف السياسية المحلية والدولية تجاه التطورات في البلاد عن تلك المتعلقة بالاوضاع الميدانية. ورغم سذاجة التفسيرات والتصريحات والكذب الذي لا يحترم ذكاء اكثر الناس غباء وبلادة فان المثير ان المسؤولين المؤيدين لعائلة القذافي لا يترددون في ترديدها للكافة علنا وسرا بدون اي شعور بالخجل. وبالطبع لا ندري ان كانوا هم من شاكلة القذافي واولاده الا اننا نتمنى ان يكونوا اشخاص عاديون وانهم لا يصدقون ما يقولون ولكنهم مضطرون لها من باب الحرص على المصالح على الاقل. او دعونا نأمل ان يكون هناك عاقلا واحدا داخل هذه المجموعة "المريخية".

الملاحظة الثانية ان هذا النظام ورغم كثرة المسؤولين فيه عبر العديد من اللجان والمؤتمرات والكتائب والاجهزة الامنية اضافة الى العالمية التي يدعيها فانه لم يجد متحدث نيابة عنه الا القذافي وابنه ومرات نادرة من شخص آخر ظهر من المجهول فجأة بصفة وكيل وزارة الخارجية ثم وزير الخارجية موسى كوسة مرة واحدة. لقد تماهى النظام كله في شخص واحد هو القذافي والى حد ما في ظله وهو ابنه سيف الاسلام الذي قال عنه شقيقه الساعدي في مقابلة لا قيمة لها سوى القاء المزيد من الضوء على طبيعة هذه العائلة العجيبة، انه الحاكم الفعلي لليبيا خلال الاعوام الماضية ولعله كان يقصد انه وكيل ابيه.

القذافي وهو يتوعد ابناء شعبه الثائرين عليه بشكل واضح لا لبس فيه، انه سوف يقتلهم فردا فردا، ما داموا مستمرين في المعارضة، ينطلق من افتراضات يبدو انه مؤمن بها ايمانا كاملا ويشاركه في ذلك ابنه سيف الاسلام على الاقل ان لم يكن كل الابناء. والافتراض الرئيسي هو ان ليبيا ملكه هو وليس ملك الشعب الليبي. وان من فيها من بشر يحبونه حبا جما بغض النظر عما يشعروا به حقيقة تجاهه. وان كل هؤلاء ممن هم هم موجودون في ارض ليبيا من مواطنين واجانب يعيشون افضل عيشة ويتمتعون بحياة يحسدهم عليها الجميع، خاصة المصريين والتونسيين.

هنا قاموس القذافي لفهم ما يحصل في ليبيا:

1. الثوار:

(أ) مجموعات محدودة قادمة من افغانستان وباكستان والجزائر ومصر وفلسطين عملت على تجنيد الشباب الصغير وأعطوهم حبوب مخدرة وأسلحة مع تحميسهم بالشعارات الاسلامية. ومن الشباب الذين جندوا لصالح القاعدة شباب صغير يعاني من مشكلات سلوكية وأخلاقية وأسرية.

(ب) القادمون من تونس ومصر يريدون تخريب ليبيا لأنهم يحسدون الليبيين على السلام والنعيم الذين يعيشون فيه.

2. اجهزة الاعلام العربية والعالمية:

(أ) الانباء التي تناقلتها وكالات الأنباء غير صحيحة. الأوضاع مازالت مستقرة في ليبيا. مجلس الأمن اتخذ قرارات معتمدة على التقارير الإعلامية التي تستقي مضمونها من شائعات تنظيم القاعدة.

(ب) لو كانت هذه الأخبار حقيقة كنت سأستقيل ولكنها غير حقيقية... والعالم تورط بناء على معلومات كاذبة نشرتها وكالات أنباء.

3. مقارنة مع ثورتي تونس ومصر:

الوضع في ليبيا مختلف عما هو عليه في تونس ومصر وغيرها، "ففي ليبيا الشعب كله معي ضد بن لادن ولكن في تونس كان الشعب ضد الرئيس وفي مصر أيضاً الشعب ضد الرئيس".

4. حظر الطيران:

سيكون مفيدا لأن الشعب الليبي في هذه الحالة سيتجه وجهة واحدة وهي مواجهة الاستعمار الجديد والامبريالية وسيتضح أنها مؤامرة على ليبيا وعدوان عليها هدفه السيطرة على النفط".

5. رئيس المجلس الوطني المستشار مصطفى عبدالجليل:

(أ) بعض الناس من القوى الثورية كانوا يأتوني ناصحين ويقولون لي هذا خائن، هذا عميل، هذا عبد للسنوسية... إنصح المؤتمر الشعبي العام بتنحيته... اعتقد أن المؤتمر الشعبي العام كان سيقيله في مؤتمره المقبل.

(ب) هو الوحيد الذي اتصل بالسفير البريطاني... قال للبريطانيين تعالوا وخذوا القواعد العسكرية السابقة، انتم سادتنا ونحن عبيدكم... لانه سنوسي، السنوسية عائلة عبدة للانكليز والطليان، أي مستعمر يأتي تكون عبدة له

6. اهل بنغازي:

مغلوبون على امرهم.. اي واحد في بنغازي سمعتوه تكلم في الاذاعات الاجنبية، يتصل بنا قبلها ويقول لنا انهم هددوه: إما نذبحك على طريقة الزرقاوي إما ان تقل كذا وكذا"، وذكر اسماء عدد من الضباط قال انهم ابلغوه مسبقا انه سيعلنون انشقاقهم عنه تحت وطأة التهديد.

7. موقف الغرب:

(أ) الدول الاستعمارية استغلت ما يجري الان في بعض المناطق وضخمته... وتقلب الحقيقة عبر وسائل الاعلام.

(ب) هناك مؤامرة لاحتلال الشعب الليبي وإذلاله، وأن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يريدون السيطرة على منابع النفط في البلاد مثل العراق.

(ج) كنا نعتقد أن اوباما منا، وهو أول رجل أفريقي يحكم أمريكا ورجل ديموقراطي يساعد الآخرين، ولكن للأسف كلامه مثل الطفل.

8. ماذا سيحدث اذا انهار نظامه؟

سيؤدي الى انهيار السلام العالمي في حالة انهيار السلام بدول البحر المتوسط، إلى جانب اجتياح المهاجرين الأفارقة فرنسا وإيطاليا.

9. مناشدة للغرب:

القاعدة موجودة بأعداد كبيرة خاصة في المنطقة الشرقية من ليبيا وعلى مجلس الأمن أن يفعل شيئا في هذا الموضوع.

ندعو الشعب الليبي الثائر الى حماية طالبي اللجوء في ليبيا


حذرت المفوضية السامية لللاجئين التابعة للامم المتحدة من ان العديد من طالبي اللجوء في ليبيا قد يقعون ضحية العنف بسبب الأحداث الأخيرة في ليبيا.

واوضحت انها غير قادرة على الوصول الى هؤلاء اللاجئين بعدما فشلت في حل مشكلة تواجدها في ليبيا مما جعل من مهمتها اكثر صعوبة.

واكدت انها تلقت معلومات تشير الى ان الصوماليين في طرابلس يتعرضون للمطاردة للاشتباه بانهم مرتزقة. وانهم بسبب ذلك محاصرون في منازلهم ويخافون الخروج الى الشوارع رغم انه لم يبقى لديهم سوى القليل من الطعام او بلا طعام نهائيا.

لقد سجلت المفوضية قبل الاضطرابات الأخيرة، ما يزيد على 8000 لاجئ في ليبيا، فضلا عن 3000 طلب ما زالت معلقة. وينتمي اغلبهم الى فلسطين والسودان والعراق واريتريا والصومال وتشاد.

ودعت المفوضية جميع البلدان الاعتراف بالاحتياجات الإنسانية لجميع أولئك الذين يفرون لأنهم كانوا هدفا للعنف والتهديدات وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.

لمزيد من المعلومات ، يرجى الاتصال ب :
إيطاليا

لورا بودريني

موبايل 00393355403194
جنيف
سمبيلا فيلكيس

موبايل 0041795579138

القذافي: رئيس دولة ام امير حرب؟

كان المفروض ان اكتب هذا الكلام امس مباشرة بعد خطاب القذافي، لكني ظللت كما لو خرج الواحد من الواقع وسافر الى المجهول احاول عبثا البحث عن اي شىء يقنعني ان ما سمعته غير صحيح، او انه لا يقصد ما كان يخرج منه من عبارات حادة كالنصال وخارقة كالرصاص. اقسم بالله لقد شعرت بالرعب وانا لست موجودا داخل ليبيا، ولكني شعرت بالقدر نفسه ان مقاومة هذا الرجل اصبحت فرض عين ليس فقط على كل ليبي بل على كل شخص في العالم يؤمن حقا بأبسط القيم الانسانية والقواعد والاعراف التي توافقت عليها البشرية بشأن كرامة وحقوق الانسان.
كثيرا ما وصف الناس (وبينهم رؤساء) القذافي بـ "المجنون" لغرابة تصرفاته، لكن خطاب الامس كان الجنون مجسدا. كنت فيما مضى اعتبر تصريحاته العجيبة الغريبة مجرد هذار وعبث لا يقصده حقا، لكن خطاب امس الثلاثاء جاء دليلا قاطعا على ان كل ما كنا نسمعه وعرفناه عنه كان جديا ومقصودا. اقول هذا لان يوم امس ليس ككل ايام السنين التي عرفناها عنه. انها ايام ثورة عارمة، لم يحدث لها مثيل لها منذ خروج الاستعمار الايطالي من البلاد. والثورات لا تحدث كل يوم ثم ان ابرز مطالبها على الاطلاق ان يرحل هو وابنائه عن السلطة، ومع ذلك فانه ماضي في الهرطقات (من نوع انه ليس رئيسا حتى يستقيل بل زعيم ثورة ابدي) دون ان يترحم على شهيد واحد.


كان الخطاب اشبه بالبلطجة منه الى الكلام الجاد المسؤول. وحمل من التهديد والوعيد ما لا يمكن ان يصدر عن مسؤول يعي وضعه ومسؤولياته تجاه شعب يحكمه. وتضمن اساءات وتحقير غير مسبوق لافراد الشعب بشكل لا يصدر من شخص عادي ناهيك عن رئيس دولة وزعيم بلد. ورغم كل هذا فان الواضح ان القذافي كان مهزوزا ومضطربا الى حد بعيد وربما بات يشعر لاول مرة انه بات معزولا ليس فقط من شعبه وانما من المحيط العربي والمجتمع الدولي ايضا. لقد بات وحيدا يقف وجها لوجه امام مصيره المحتوم.


ان الكرت الاخير المتبقي لدى القذافي الان طالما اعلن انه لن يتنحى عن السلطة هو ان يقود حربا اهلية بما تبقى له من كثير من السلاح وعدد مجهول من الاقارب والمعاونين والانصار والمرتزقة. وان حصل هذا فانما يعني انه اختار ان يتحول من رئيس دولة الى امير حرب. ولو حصل هذا فعلا فهذا يعني انه يحتاج الى اراقة انهار من الدماء وهو امر غير مستبعد في ظل التهور غير المحدود الذي عرف عنه وعبر عنه في خطابه الذي سيبقى رمزا لحد غير مألوف من الطغيان والتسلط. ويبدو ان هذا هو عين ما يتحسب له المطالبين باسقاطه ويتخوفون منه ولهذا ما تزال الاصوات الصادرة من المواطنين الليبيين تطالب المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات محددة لحماية الشعب في مقدمتها منع القذافي من استخدام الطيران ووقف جلب المرتزقة الافارقة ضمن ما يسمى بالفيلق الافريقي احدى التكوينات العسكرية لنظام القذافي في اطار توجهه الافريقي في السنوات الاخيرة. ولكن هل سيتحرك المتجمع الدولي في الوقت المناسب؟ هذا امر مشكوك فيه الى حد بعيد، مثلما عودنا دائما ولذلك فان مصير العباد والبلاد سيكون رهينا بانحياز الجزء الاكبر من القوات المسلحة (ايا كان نوعها وعددها) الى جانب الشعب الاعزل.

اللهم انصر ابناء وبنات ليبيا والمجد للشهداء

سيف الاسلام القذافي والسقوط في الامتحان

حتى اكون امينا لم اتوقع ان يعلن سيف الاسلام انهيار النظام ولكني كنت اتوقع انه سيعلن انحيازه للثورة وتبنيه مطالبها لانه ظل يرسم لنفسه طوال السنوات الماضية صورة قائد الاصلاح في البلاد وقد كنت اتمنى دائما ان ينجح في مساعيه رغم انه لم يكن يمثل اي شىء محدد داخل منظومة الحكم. وقد ظلت تراودني هذه الامنية من واقع عمره الصغير ودراسته الحديثة وانفتاحه على العالم. لكنه بالامس ظهر شخصا آخر تماما ولم يثبت سوى انه نسخة طبق الاصل من والده وعقلية لا تختلف في شىء من عقلية الاستبداد والاستعلاء.

امرين يمكن ان يقرأها الناظر لخطاب سيف الاسلام. الاول صفته الشخصية والثاني مضمون الخطاب

بالنسبة للامر الاول كان المنطقي ان يخرج رئيس البلاد نفسه خصوصا ويتحدث لشعبه خصوصا في امر جلل مثل الذي يجري في ليبيا. لكن خرج ابنه دون ان يوضح باي صفة كان يتحدث. ولذلك فان الامر الوحيد الذي افهمه من ظهوره هو بالذات انها التأكيد على مسألة التوريث وانه (ان كتب للنظام البقاء) سيكون الرئيس القادم خصوصا وقد عرض ذات الاصلاحات التي اقترحها قبل سنوات ورفضها الحرس القديم وفي مقدمتهم والده مما ادى لاعلانه الانسحاب من الحياة العامة.

اما مضمون الخطاب فقد تميز بالتهديد المباشر للشعب والاستخفاف بالمتظاهرين واختصارهم في انهم مجموعة من الاسلاميين والمعارضين في الخارج ومدمني المخدرات والبلطجية رغم ان كل الشواهد تدل بوضوح ان الثورات التي تجري حاليا فاجأت كل القوى السياسية التقليدية التي ما تزال تلهث للحاق بها وان الشباب العاطل الذي انسدت في وجهه كل السبل والافاق هو الذي نظمها دون اي تخطيط مسبق او تأثير من اي قوة كانت

كان سيف الاسلام متعجرفا لحد مدهش عندما خيـّر الناس بين النظام والحرب الاهلية. وان ليبيا مجموعة قبائل لن تستطيع ان تتعاون بين بعضها البعض وقدم نفسه بانه الضامن الوحيد لوحدة ليبيا. لقد نسي سيف الاسلام ان ليبيا هي التي انجبته ولم ينجب هو ليبيا وان والده عندما صعد الى الحكم فقد تسلمه عنوة من سلطة مركزية وان الحدود الحالية لم يخطها هو ولم يزد فيها بوصة واحدة
وبعدما انتهى من تهديد الليبيين اتجه الى الدول الغربية فحاول تخويفه بالحركات الاسلامية وقد اكتشفنا مجددا ان الاستبداديون كانوا وما زالوا يستخدمون هذا البعبع لاستمالة الغرب وكسب دعمه لهم. ولكن الحقيقة هي ان التيار الاسلامي لا يمثل الا جزءا من هذه الشعوب ولم يكن في يوم في الايام يمثل فيها الاغلبية اذا جرت انتخابات نزيهة وفي ظروف سياسية طبيعية.
واخيرا فان سيف الاسلام ورغم انتمائه الى الجيل الحديث اثبت انه لم يتعلم من تجربتي تونس ومصر واثبت ايضا مدى تشابه بل وتطابق عقلية الانظمة التي تحكم البلاد العربية بغض النظر عن اعمار مسؤوليها. لقد كان سقوطا مريعا في الامتحان

الجمعة، 9 يوليو 2010

ماذا حققت حركة المهاجرين في اليونان؟

سألني سائل ماذا قدمتم من عمل ملموس، محسوس للاجانب في اليونان؟

حقق المهاجرون ومناصريهم خلال الخمس عشرة سنة الماضية، ثلاثة اهداف كبرى. اولها اوسع واول تقنين شامل في تاريخ اليونان استفاد منه مئات الالوف من المهاجرين عام 1998 عبر ما سمي وقتها "الكرت الاخضر" الذي تم تنفيذه بمرسومين رئاسيين ، كاجراء موازي لقانون الهجرة الاصلي المرقم 1975 لعام 1991 الذي شرعته حكومة اليمين المحافظ بقيادة الرئيس الفخري الحالي لحزب الديمقراطية الجديدة قسطنطين ميتسوتاكيس. وقد بلغ عدد من تم تقنينهم في ذلك العام 371 الفا.

الأربعاء، 7 يوليو 2010

الاعلام والاجانب في اليونان

مقال مترجم
محاضرة القيت في ورشة عمل لتدريب الصحفيين بعنوان "وسائل الاعلام والمهاجرين: مكافحة التنميطات السلبية ودفع التداخل الثقافي" الذي نظمه "المركز الاوربي الثقافي والبحثي ابيكا" بالتعاون مع وزارة الداخلية اليونانية بمدينة اثينا بتاريخ 22 مارس 2010

يكتسب الاعلام في اليونان اهمية خاصة للاجنبي المقيم لسببين। السبب الاول هو انه يشكل مصدر مهم للمعلومات الضرورية للقضايا التي تشكل الخطوات الاولى في رحلة البحث عن الاندماج في المجتمع. ويكتسب هذا الدور اهمية كبرى في اليونان مقارنة بالدول الاوربية الاخرى، نظرا لانعدام مؤسسات ثابتة ومتخصصة لارشاد وتنوير المهاجرين حول كيفية التكيف مع المجتمع وفهم البيئة الحكومية والاجتماعية المتغيرة بشكل مستمر.

الاثنين، 26 أبريل 2010

الطلاب الأجانب في اليونان مشغولون بقضاياهم الوطنية

صحيفة الحياة - لندن ـ الإثنين 26 أبريل 2010
أثينا - شادي أيوبي
تحت مسيرة الاتحادات الطالبية الأجنبية في اليونان خلال السنوات الثلاثين الماضية منحى تراجعياً في تماش مع تراجع النشاطات الطالبية والنقابية عموماً في البلاد।
وحول هذه الفترة يقول معاوية أحمد رئيس اتحاد المهاجرين والذي درس في اليونان خلال ثمانينات القرن الماضي، إن الطلاب العرب والأفارقة كانوا أول من شكّل اتحادات طالبية في اليونان، حيث كانوا تقريباً الطلاب الوحيدين الذين يدرسون في اليونان مع انغلاق دول أوروبا الشرقية على نفسها وعدم رغبة طلاب الدول الغربية في الدراسة في اليونان.