السبت، 7 مايو 2011

موت بن لادن يعزز مسيرة الشعوب العربية نحو الحرية

ينبغي الاعتراف بان المنطقة العربية تجتاحها مشاعر مختلطة تجاه مقتل أسامة بن لادن. هناك من اعتبره شهيداً، وهناك من يشعر بالارتياح والغبطة لان ضالاً أساء إلى الإسلام والعرب، قد ذهب.



وفي الواقع فان أسامة بن لادن ليس شهيداً، كما انه ليس ضالاً، ولكنه ببساطة استمرار لمجموعات العنف الثوري اليائسة التي اجتاحت المنطقة، كرد فعل على العنف الأجنبي، أو عنف الدكتاتوريات المحلية. خرجت بتأثير وهم أنها الأقدر على التحرير من الأجنبي أو سحق المستبدين المحليين وتحقيق العدالة الاجتماعية، بيافطات اليسار مرة، وباسم الإسلام تارة أخرى، حسب مقتضيات المرحلة.



لم يؤمن هؤلاء بالشعوب مطلقا، واعتقدوا أنهم المصطفون الخارقون الذين بإمكانهم أن ينفذوا بما يؤمنون، نيابة عن الشعب، ومن ثمّ حكمه بشرعية بما قد ينجحون في تحقيقه. ظنوا أنهم يمكن أن يستأثروا هم، بحق الشعوب، وواجبها في مواجهة الاستعمار الأجنبي أو الاستبداد الداخلي، فعانت منهم شعوبهم معاناة فاقت في كثير من الأحيان كل تصور وخيال.



بن لادن ليس شهيداً، ولا يمكن أن يكون كذلك، ولكن الحقيقة هي انه وجد تعاطفا حتى من أناس لا يتفقون معه في آرائه ومنطقه. لقد كانت الشعوب المحاصرة بعنف الغرب وإستبداد حكـّامها، في حاجة لإثبات كبريائها وكرامتها وقيمتها الإنسانية التي كانت تهان يوميا من الخارج والداخل، فقدم لها بن لادن ما تحتاجه، وبات يجسد للبعض رمزاً للجرأة والإقدام المفقودين. لقد كان الناس يعرفون أن هذه اوجب واجبات حكوماتهم، وكانوا يتمنون أن تقوم بواجباتها، ولكن مع تقاعسها كان "الشيخ بن لادن" يكتسب تعاطفاً متزايداً إلى أن تمدد وأصبح تشكيلات منظمة من المحيط الهندي إلى المحيط الهادي.



إن ما لم ينتبه له المتعاطفون هو الفارق بين ما يريدونه هم، والحاجة إلى التشبث بأي "منقذ" في ظل حالة الضعف التي ظلوا يشعرون بها، وما يريده هو من أهداف يسعى لتحقيقها، لو قدرت له الظروف أن يتسيـّد أو يحكم. إن المؤكد أن اغلبهم أن لم يكن كلهم، لو تبيـّنوا بصورة واضحة ما هي طبيعة الحياة التي كانوا سوف يحيوها لو أن بن لادن وأمثاله يتحكمون فيها، لن يرغبوا في مجرد التفكير فيها. أن التطرف غير المسبوق الذي وصل إليه بن لادن وأتباعه، والتعاطف الذي قد يشعر به البعض تجاهه، إنما هما عنوانان كبيران لليأس الذي بلغه الطرفان. فبن لادن ليس المنقذ، وأفكاره وأفعاله لا يمكن أن تمثل الكرامة والكبرياء، والتعلق به بأي صورة من الصور ليس سوى الوجه الآخر من نفس العملة، وهي قلة الحيلة والتطرف.



لقد رأينا كيف أن الثورات العربية قد حققت بسلميتها، ووضوح مطالبها، وقوة عزيمتها، ما لا يمكن لبن لادن، أو ألف بن لادن، أن يحققه في استعادة الكرامة والكبرياء، وإجبار الغرب على الاعتراف برغبات هذه الشعوب واحترام إرادتها. ولقد رأينا كيف أن هذا النجاح المثير سحب البساط تحت أقدام التيار الديني المتطرف إذ أكد على فشله في تحقيق إي انتصار، متسلحاً في الوقت نفسه بشعارات وأفكار لا تمت له بصلة، وهو ما سيضعفه في مقبل الأيام وربما يزيله نهائيا. وفي ظل هذه الظروف فان الإعلان عن نهاية مسلسل مطاردة بن لادن سيساعد حتما في تعزيز مسيرة الشعوب العربية نحو الديمقراطية والحرية والانفتاح نحو حضارة العصر. ولو كانت هناك فائدة واحدة من ذهابه فهي الأمل أن تؤدي نهاية أسطورة بن لادن التي شغلت العالم سنينا طويلة إلى إنهاء "حقبة الإرهاب" التي غيرت علاقات العالم، وهددت حقوق وحرمات الناس.

هناك 4 تعليقات:

ahmedabediom يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ahmedabediom يقول...


اكتشف خدمات اشهار المواقع والتسويق الالكتروني المبتكر من شركة داما السعودية
حتي تتمكن من رؤية مستوي تقدم خدمه التسويق الالكتروني الحديث
من خلال شركة داما ...
فاعلم انك متواجد بشكل قوي في محركات البحث المشهورة
ونشاطك او خدماتك في مستوي مرتفع

وكذلك خدمات استصافه المواقع وحجز الدومين

اطلع علي اخر واهم عروض شركة داما السعودية

عروض التسويق بالبريد الالكتروني
http://www.e-daama.com/mailmarketing-offer.php
عروض الرسائل القصيرة
http://www.e-daama.com/sms-offer.php
عروض تصميم المواقع
http://www.e-daama.com/webdesigen_offer.php

باقات التسويق الالكتروني وتقنيه السيو الحديثة
http://www.e-daama.com/em.php
.

للتواصل والاستفسار :::

info@e-daama.com
sales@e-daama.com
00966566341760

الموقع الرسمي
Web Site http://www.e-daama.com
المدونه الرسميه
Blogger http://www.e-daama.blogspot.com
صفحتنا علي الفيس بوك
Page Facebook http://www.facebook.com/edaamaa
صفجتنا علي لينكد ان
Linked IN http://www.linkedin.com/in/edaama
حساب تويتر الرسمي
Twitter http://www.twitter.com/E_Daama
قناه داما علي اليوتيوب
YouTube http://www.youtube.com/Edaama

E-DAAMA@2013
شركة تصميم مواقع| اشهار مواقع | استضافة مواقع|
شركة داما افضل شركة تصميم مواقع | شركة داما شركة سعودية |شركة تصميم مواقع في مكة | مكة | افضل شركة تصميم في مكة | تصميم مواقع في السعودية | تصميم مواقع مدرسة | تصميم مواقع شركات | تصميم صحيفة الكترونية إلكترونية | تصميم موقع احترافي | تصميمات جرافيك | تصميم تطبيقات ايفون| تصميم تطبيقات اندرويد| تسويق الكتروني | شركة تسويق إلكتروني | تسويق بواسطة الإيميلات| تسويق بواسطة رسائل الموبايل



Unknown يقول...


thx

مؤسسه تنظيف

Unknown يقول...



thx

مؤسسه تنظيف