السبت، 7 مايو 2011

حوار مع معارض ليبي

04 أبريل، 2011‏، الساعة 02:24 صباحاً‏‏

قرأت مقالا رصينا لمعارض ليبي هو الاخ سعود سالم بعنوان "بوادر هزيمة الثورة الليبية". الفكرة الاساسية للمقال هي رفض التدخل الدولي في الثورة الليبية. وكنت قد تابعت اراء اخرى عديدة تقوم على نفس الفكرة. وقد وجدتها كلها تشترك في امرين الاول انها تكتفي بالرفض دون ان تقدم بديلا مع ميل واضح لاغلبها الى تغليب الرؤية الايدولوجية اليسارية تحديدا لمجرد ان المسألة فيها امريكا والنيتو التي تعتبر ان اي شىء فيها امريكا او النيتو يجب محاربته ومعارضته. الامر الثاني هو ان اغلب هذه المقالات لا تهتم كثيرا بالشعب الليبي نفسه ولا تورد حتى من باب المجاملة مواقفه ومطالبه ورؤيته للامور. لكن مقال الاخ سعود اتخذ منهجا مختلفا استند الى المنطق، والحجج القوية التي تجعل القارىء المتمعن يتوقف عندها كثيرا.

حاجج الاخ مسعود في رفضه للتدخل الدولي بثلاثة اسباب أو اخطاء كما سماها تحديدا وهي: "تحويل الثورة الشعبية الى ثورة مسلحة، وانشاء قيادة من بقايا النظام واخيرا طلب المساعدة من اعدائنا". يرجى مراجعة المقال في ذيل التعليق.

بداية لابد من الاعتراف بأن هذه الحجج المنطقية يمكن ان تكون كذلك لو كانت ظروف الثورة الليبية محاطة بتحديات قابلة للتوقع مهما بلغت قسوتها ووحشيتها لكن حالة الحكم الليبي بلغت من الشطط والتطرف ما يفوق كل امكانية انسانية في الخيال. لقد سخر الكثيرون من الخطاب الاول للقذافي بعد انفجار الثورة واصبحت "زنقة زنقة" صرعة في اليوتيوب، ولكن احدا لم يصدق انها رسالة موت بما يتحمل العقل وما لا يتحمل، وانا من بينهم. لقد كان القذافي يعني فعلا ما يقول "من الصحراء الى الصحراء.. شبر شبر، بيت بيت، زنقة زنقة..الخ". واطلق جحافل الموت والدمار في كل الاتجاهات وما زالت مستمرة الى يومنا هذا. صار الموت مجانا في ليبيا، واصبح القتلى ارقاما سريعة في نشرات الاخبار. وباتت لقطات مرعبة تقشعر لها الابدان، وتجن لها العقول، مجرد لقطات يومية عادية "لقطة الطبيب الواقع على الارض جريحا يردد الشهادة ويطلب منه الجندي ان يقول عاش الفاتح، عاش معمر ثم يقتله بدم بارد وكأنه حشرة، ثم حادثة ايمان العبيدي". يحدث هذا والتدخل الدولي جاري على قدم وساق، والقنوات الفضائية الاعلامية الدولية والمواقع الليبية المعارضة تنقل يوميا اهوالا من البشاعة والوحشية التي كنا نقرأها في كتب التاريخ القديم، ونحسبها ذهبت الى غير رجعة. لم تقتصر المآسي المذهلة على الليبيين وحدهم بل طالت عدد كبير مجهول من جنسيات اخرى خاصة الافارقة ولكن لن نعرف حجمها ومداها قبل ان تتوقف آلة الحرب القذافية. اشعر بقشعريرة الرعب كلما خطر في ذهني السؤال: والحال كذلك ماذا كان سيحدث لو لم يتدخل القادرون على وقف القذافي عند حده؟ هذا يعني امرا واحدا وهو ان الحالة الليبية لها خصوصية لا يمكن ان تنطبق عليها مقاييس الثورات المعروفة. رسالة ورد فعل القذافي الذي رأيناه وما نزال نراه يعني شيئا واحدا وهو ان المعارضة مهما بلغت سلميتها تعني الانتحار، ولن يردعه حصار سياسي او اقتصادي او مطالبات دولية او افريقية او عربية او تضامن شعبي. ضمن هذه الخصوصية يجب النظر الى الثورة الليبية.

الامر الثاني وهو قضية القيادة. فقد كنت وما زلت مؤمنا ايمانا كاملا بان التغيير في ليبيا بالعلاقة مع الخطر المجنون الذي يمثله القذافي وطريقة تفكيره وتعامله لا يمكن ان يتم دون تعاون مع اهل النظام انفسهم. ان اي ثورة في العالم او على الاقل في دولنا العربية بدءا من التجربة السودانية (1964 و1985) وهي الرائدة ونهاية بالتجربتين التونسية والمصرية لا يمكن ان تكلل بالنجاح دون انحياز طرف مهم في النظام نفسه. وفي حالات الدول الثلاث كان الجيش هو العامل الحاسم رغم ان الدكتاتوريات تلك كانت تحكم باسمه. وما معضلة الثورة في اليمن اليوم الا هذا النقص لان النظام هناك صنع شيئا شبيها بالقذافي (رئاسة ابن الرئيس للحرس الجمهوري مثلا). هذا يقود الى حقيقة هامة وهي ان الدكتاتوريات في الدول الثلاث حافظت على الاقل على هيكل الدولة ومؤسساتها مما سمح بحد معين من العنف وهو امر لا يوجد في دولة القذافي. الهامش الوحيد الذي كان متوفرا هو انحياز جزء من القيادة السياسية وهو ما حدث وكان مطلوبا ضروريا في ظل غياب اي اثر لمعارضة في الداخل بل وغياب المجتمع المدني بشكل كامل.

اما مسألة طلب المساعدة وفي الحقيقة لم افهمها تماما لكن بغض النظر فان تطور الحركة الثورية في ليبيا سوف تعتمد على المساعدات الخارجية لحد بعيد. ليس لان الليبيين اقل قدرات من الشعوب الاخرى ولكن لان النظام نجح خلال الاربع عقود الاخيرة في تفريغ البلاد من كل شىء، بل بالقياس الموضوعي وحساب الفروقات الزمنية فقد حرم حتى من امكانيات المقاومة ضد الاستعمار الايطالي في القرن الماضي. ان تبني علم الاستقلال (او ما يسميه البعض علم الملك) له دلالة رمزية بالغة الاهمية. فالثورة في ليبيا تكاد تقول للناقدين"دعونا اولا نعود الى حالة دولة عادية ثم نرى ماذا يمكن ان نفعل". تلك هي الحالة التي وصفتها في تعليق سابق "ان تحتاج الى تغيير اطارات سيارتك وانت تقودها بسرعة". اللهم انصر الشعب الليبي.

بوادر هزيمة الثورة اللبية

سعود سالم

في خلال ساعات قليلة سيقرر مجلس الأمن الدولي بداية الهجوم الجوي على ليبيا

فرنسا تقول أنها مستعدة لبداية إلقاء القنابل منذ الليلة

نحن ندد بهذا القرار الدولي - إذا تحقق

ونرفض مبدئيا أي تدخل أجنبي في ليبيا مهما كان نوعه

وبالذات من فرنسا التي باعت للقذافي بعدة مليارات الأسلحة التي يستعملها اليوم لتفجير الليبيين ولم توقف عقودها مع اقذافي إلا منذ ثلاثة أسابيع.

ندد بهذا التدخل والذي سيحول ليبيا إلى جحيم أكثر من الجحيم الحالي.

والذي من شأنه أن يسرق من الليبيين ثورثهم التي كلفتهم حتى الآن آلاف الضحايا.

وأيضا سينشئ الشقاق داخل فصائل المقاومة.

وحتى في حالة نجاح هذه العمليات العسكرية ومقتل القذافي كصدام حسين

فإن الأمريكان والفرنسيين سيكونون هم الذين حررونا من القذافي

ونستطيع أن نؤكد بأنهم سيذكوننا بذلك في كل لحظة وكل مناسبة.

فكيف سنقابل العالم بعد اليوم؟ وكيف نشرح للأجيال القادمة كل هذه الضحايا، كل هذه الجثث التي تملأ الشوارع.

نتحرر من القذافي ونصبح عبيدا لمن سلحه وأعطاه القوة طوال هذه السنين الطويلة من القهر والعنف السلطوي.

بعد الخطأ الأول ، تحويل الثورة الشعبية إللى ثورة مسلحة،

ها نحن نرتكب الخطأ الثاني ، إنشاء قيادة ليبية من بقايا النظام

والخطأ الثالث قادم لا محالة .. طلب المساعدة من أعدائنا

ونرجو ألا نصل إلى ضرورة خطأ رابع … الإحتلال وإنزال المارينز

ساركوزي وفرنسا عدو لنا ولكل العالم الثالث ولا يخفي كراهيته لنا كل ما يهمه هي مصالحه الإنتخابية العام القادم.

والذي نظم المقابلة واللقاء بين ساركوزي وبين ممثلين عن المجلس الوطني الإنتقالي ليس إلا المتفلسف برنار هنري ليفي والذي حضر المباحثات بين الجانبين

وللذين لا يعرفون هذه الشخصية

فهو ناشط صهيوني فرنسي يعمل كل جهوده لمساندة إسرائيل والدفاع عن مصالحها، متواجد ليلا ونهارا في الساحة الإعلامية الفرنسية والعالمية، ولقد رأينا صوره مؤخرا في ميدان التحرير في القاهرة حيث جاء ليرى ما يجري ولتأكد بأن ثوار ميدان التحرير لا يهتفون بسقوط إسرائيل.

فماذا يمكن القول الآن في انتظار القنابل؟

لأن القنابل لن تفرق بين من مع ومن ضد القذافي

القنابل الإستعمارية كما تعرفون لها هدف واحد ووحيد الدفاع عن مصالح تجار السلاح

يبيعون بعدة مليارات أسلحة للقذافي

ثم نطلب منهم أن يدمروا هذه الأسلحة

وبعد ذلك نعقد صفقات جديدة مع الحكومة الجديدة

القصة قديمة ومعروفة ومملة

ولكن هناك من لا يفهم إلا بإرتكابه بنفسه الأخطاء التي ارتكبها من سبقه

أقول هنا بكل وضوح

أن هذا الخيار هو خطأ ستراتيجي في غاية الخطورة

سيدفع ثمنه الشعب اللبيي ربما طوال سنوات عديدة

أطول من سنوات القذافي وعائلته المالكة

ونناشد اليوم

الآن

قبل عدة ساعات من حرق ليبيا نهائيا وتحويلها إلى بغداد أخرى

كل اللبيين

المثقفين

الفنانين

والجامعيين

الكتاب والذين لا يعرفون الكتابة

وكل مواطن ومواطنة

نطالب الجميع برفض هذا التدخل العسكري من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا ومن يساندهم من الأنظمة العربية

وفي نفس الوقت نطالب لكل الشعوب أن تساندنا

مصر وتونس وفرنسا والصين وشعوب العالم بأسره نرحب بمساندتهم وتعاطفهم معنا

ولكننا لا نطلب أي شئ من أي حكومة سوى أن يرفعوا أيديهم عنا ويتركوننا نحل مشكلة القذافي بأنفسنا.

من مدونته:



http://saoudsalem.maktoobblog.com/1619397/

ليست هناك تعليقات: