السبت، 7 مايو 2011

تناقضات العرب اغرب من نظام القذافي

العرب منقسمون حول الوضع في ليبيا حتى قبل ان تبدأ قمتهم الطارئة غدا السبت. يعرفون كيف يقولون لا بسهولة ورشاقة ولكنهم لا يعرفون كيف يقدمون الحل البديل. وازاء ذلك لا تملك الشعوب سوى ان تتجرع المرارة وتعود الى حالة الاحباط المزمنة منذ خروج المستعمر والى الآن.

فقبل ان تبدأ القمة غدا السبت انقسمت الحكومات العربية الى فريقين. فريق يدعو الى فرض حظر جوي على ليبيا (مجلس التعاون الخليجي)، وفريق يرفض الفكرة (الجزائر وسوريا والسودان). ثم ان القمة تنعقد وهي لم تعترف اصلا بالمجلس الوطني الانتقالي وقد سبقهم في ذلك الاوربييون ممثلا في فرنسا وقد كان الاولى ان يكونوا البادئين ان كان هناك ارادة عربية حقيقية تحترم ارادة الشعوب. وكم كان مخجلا اضطرار مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوربي البارونة كاترين آشتون الى تذكير العرب بواجبهم حين قالت "ان اعتراف الدول العربية بالمجلس الوطني الليبي سوف يشجع الاتحاد الاوربي على اتخاذ نفس الخطوة". لقد كانت آشتون احرص على ماء وجه العرب اكثر من العرب انفسهم.

ولا يحتاج متابع لان يرى الفارق بين امكانيات الثوار على الصعد كافة وبين ما يملك خصمهم العنيد المتسلط، ليس فقط من مال وعتاد وبنيات ولكن ايضا من عزم مرعب في القتل والانتقام رغم انف الجميع. لقد ظن الجميع ان الثورة في ليبيا ذاهبة في طريق سابقتيها في تونس ومصر سلمية مائة بالمائة وصولا الى "النهاية السعيدة" بخضوع القيادة الى ارادة الشعب وتغيير النظام. لكن الاحداث اكدت بسرعة ان الشعب الليبي يحتاج الى تقديم اضعاف التضحيات التي قدمها الشعبان في تونس ومصر في سبيل الانعتاق من ربقة نظام لا يشبه اي نظام في العالم. وقد صدق القذافي حين قال ان ليبيا تختلف عن تونس ومصر ولكن ليس في وهمه عن القاعدة وانما في عدم ايمانه اصلا بوجود ارادة شعبية وفي دمويته والوصول الى حدود غير مألوفة في القمع.

ازاء ذلك لا يجب ان يعول الليبيون كثيرا على اشقائهم العرب في كفاحهم ضد نظام ذهب بعيدا في استعبادهم والان في تقتيلهم واذلالهم. فها هي مصر تقول على لسان وزير الخارجية السابق احمد ابو الغيط ان الولوية لمصر هي اجلاء رعاياها. والجزائر تعتبر ان اهم مسالة لديها قضية القاعدة والامن في الحدود الجنوبية وقد نشرت بالفعل الافا من الجنود على الحدود. عليهم ان يعلموا انهم سوف يعتمدون على انفسهم فقط وعلى القوى المدنية العربية المناصرة لهم هنا وهناك.

ليست هناك تعليقات: