يمتلك القذافي واولاده قدرة غير عادية على رؤية الواقع وفق خيال خاص بهم ويصرون بارتياح شديد على اقناع العالم به. والحقيقة ان الحكومات عموما والعربية خصوصا قد تخصصت في الكذب على جماهيرها ونسج قصص مفبركة من خيالها في وصف الاحداث او الافعال التي تدينها. لكن حالة القذافي تختلف لانها تجاوزت الكذب ووصل الى الانكار العلني لواقع مرئي على شاشات التلفزيون دقيقة بدقيقة من الكافة. ولا تختلف التفسيرات والتصريحات الصادرة منهم حول الاوضاع والمواقف السياسية المحلية والدولية تجاه التطورات في البلاد عن تلك المتعلقة بالاوضاع الميدانية. ورغم سذاجة التفسيرات والتصريحات والكذب الذي لا يحترم ذكاء اكثر الناس غباء وبلادة فان المثير ان المسؤولين المؤيدين لعائلة القذافي لا يترددون في ترديدها للكافة علنا وسرا بدون اي شعور بالخجل. وبالطبع لا ندري ان كانوا هم من شاكلة القذافي واولاده الا اننا نتمنى ان يكونوا اشخاص عاديون وانهم لا يصدقون ما يقولون ولكنهم مضطرون لها من باب الحرص على المصالح على الاقل. او دعونا نأمل ان يكون هناك عاقلا واحدا داخل هذه المجموعة "المريخية".
الملاحظة الثانية ان هذا النظام ورغم كثرة المسؤولين فيه عبر العديد من اللجان والمؤتمرات والكتائب والاجهزة الامنية اضافة الى العالمية التي يدعيها فانه لم يجد متحدث نيابة عنه الا القذافي وابنه ومرات نادرة من شخص آخر ظهر من المجهول فجأة بصفة وكيل وزارة الخارجية ثم وزير الخارجية موسى كوسة مرة واحدة. لقد تماهى النظام كله في شخص واحد هو القذافي والى حد ما في ظله وهو ابنه سيف الاسلام الذي قال عنه شقيقه الساعدي في مقابلة لا قيمة لها سوى القاء المزيد من الضوء على طبيعة هذه العائلة العجيبة، انه الحاكم الفعلي لليبيا خلال الاعوام الماضية ولعله كان يقصد انه وكيل ابيه.
القذافي وهو يتوعد ابناء شعبه الثائرين عليه بشكل واضح لا لبس فيه، انه سوف يقتلهم فردا فردا، ما داموا مستمرين في المعارضة، ينطلق من افتراضات يبدو انه مؤمن بها ايمانا كاملا ويشاركه في ذلك ابنه سيف الاسلام على الاقل ان لم يكن كل الابناء. والافتراض الرئيسي هو ان ليبيا ملكه هو وليس ملك الشعب الليبي. وان من فيها من بشر يحبونه حبا جما بغض النظر عما يشعروا به حقيقة تجاهه. وان كل هؤلاء ممن هم هم موجودون في ارض ليبيا من مواطنين واجانب يعيشون افضل عيشة ويتمتعون بحياة يحسدهم عليها الجميع، خاصة المصريين والتونسيين.
هنا قاموس القذافي لفهم ما يحصل في ليبيا:
1. الثوار:
(أ) مجموعات محدودة قادمة من افغانستان وباكستان والجزائر ومصر وفلسطين عملت على تجنيد الشباب الصغير وأعطوهم حبوب مخدرة وأسلحة مع تحميسهم بالشعارات الاسلامية. ومن الشباب الذين جندوا لصالح القاعدة شباب صغير يعاني من مشكلات سلوكية وأخلاقية وأسرية.
(ب) القادمون من تونس ومصر يريدون تخريب ليبيا لأنهم يحسدون الليبيين على السلام والنعيم الذين يعيشون فيه.
2. اجهزة الاعلام العربية والعالمية:
(أ) الانباء التي تناقلتها وكالات الأنباء غير صحيحة. الأوضاع مازالت مستقرة في ليبيا. مجلس الأمن اتخذ قرارات معتمدة على التقارير الإعلامية التي تستقي مضمونها من شائعات تنظيم القاعدة.
(ب) لو كانت هذه الأخبار حقيقة كنت سأستقيل ولكنها غير حقيقية... والعالم تورط بناء على معلومات كاذبة نشرتها وكالات أنباء.
3. مقارنة مع ثورتي تونس ومصر:
الوضع في ليبيا مختلف عما هو عليه في تونس ومصر وغيرها، "ففي ليبيا الشعب كله معي ضد بن لادن ولكن في تونس كان الشعب ضد الرئيس وفي مصر أيضاً الشعب ضد الرئيس".
4. حظر الطيران:
سيكون مفيدا لأن الشعب الليبي في هذه الحالة سيتجه وجهة واحدة وهي مواجهة الاستعمار الجديد والامبريالية وسيتضح أنها مؤامرة على ليبيا وعدوان عليها هدفه السيطرة على النفط".
5. رئيس المجلس الوطني المستشار مصطفى عبدالجليل:
(أ) بعض الناس من القوى الثورية كانوا يأتوني ناصحين ويقولون لي هذا خائن، هذا عميل، هذا عبد للسنوسية... إنصح المؤتمر الشعبي العام بتنحيته... اعتقد أن المؤتمر الشعبي العام كان سيقيله في مؤتمره المقبل.
(ب) هو الوحيد الذي اتصل بالسفير البريطاني... قال للبريطانيين تعالوا وخذوا القواعد العسكرية السابقة، انتم سادتنا ونحن عبيدكم... لانه سنوسي، السنوسية عائلة عبدة للانكليز والطليان، أي مستعمر يأتي تكون عبدة له
6. اهل بنغازي:
مغلوبون على امرهم.. اي واحد في بنغازي سمعتوه تكلم في الاذاعات الاجنبية، يتصل بنا قبلها ويقول لنا انهم هددوه: إما نذبحك على طريقة الزرقاوي إما ان تقل كذا وكذا"، وذكر اسماء عدد من الضباط قال انهم ابلغوه مسبقا انه سيعلنون انشقاقهم عنه تحت وطأة التهديد.
7. موقف الغرب:
(أ) الدول الاستعمارية استغلت ما يجري الان في بعض المناطق وضخمته... وتقلب الحقيقة عبر وسائل الاعلام.
(ب) هناك مؤامرة لاحتلال الشعب الليبي وإذلاله، وأن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يريدون السيطرة على منابع النفط في البلاد مثل العراق.
(ج) كنا نعتقد أن اوباما منا، وهو أول رجل أفريقي يحكم أمريكا ورجل ديموقراطي يساعد الآخرين، ولكن للأسف كلامه مثل الطفل.
8. ماذا سيحدث اذا انهار نظامه؟
سيؤدي الى انهيار السلام العالمي في حالة انهيار السلام بدول البحر المتوسط، إلى جانب اجتياح المهاجرين الأفارقة فرنسا وإيطاليا.
9. مناشدة للغرب:
القاعدة موجودة بأعداد كبيرة خاصة في المنطقة الشرقية من ليبيا وعلى مجلس الأمن أن يفعل شيئا في هذا الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق