انتهت الانتخابات الامريكية وفاز باراك اوباما. واريد ان احتفظ لنفسي برأيي الشخصي حول الرئيس المنتخب الجديد ولكن اود ان اسجل الملاحظات العامة التالية:
- ان المنتصر الاكبر في هذه الانتخابات التي شغلت العالم هو الديمقراطية. واتفق في هذا الموضوع مع الجزء الصغير من المراقبين الذي اهتم بهذا الجانب على وجه الخصوص، خلافا للاغلبية التي تابعت الانتخابات من مناظير اخرى. واكثر ما اتفق فيه معهم هو ان الخبراء والمختصين سوف يحتاجون لسنوات لتحليل واستيعاب الذي جرى في الولايات المتحدة خلال هذه الانتخابات. واظن ان نقطتين مركزيتين هما اللتان ستحوذان على الاهتمام. فقد اعادت هذه الانتخابات الشعب الى الاهتمام بالسياسة، بعد سنوات من عزوف الجماهير عنها، وهو ما عبرت عنه المشاركة الواسعة، ليس فقط في التصويت ولكن ايضا في الحوارات والمداخلات والتطوع الخ. والنقطة الثانية هي القدرة على استخدام ادوات الاتصال بشكل مذهل، حيث التقت امكانيات التكنولوجيا الجديدة مع امكانيات البشر العاديين بصورة لم يسبق لها مثيل.
- يشكل التغيير الذي افرزته الانتخابات طي حقبة تتفق الاغلبية على انها كانت الاصعب في تاريخ الولايات المتحدة والعالم افرزت الكثير من الاضطراب والمواجهات الدامية والخلافات والتشكيك في نظام العلاقات الدولية والنظام الاقتصادي العالمي.
- صعود مواطن اسود الى سدة الرئاسة شكل نقلة تاريخية في سيرة الولايات المتحدة، وانعكس صداها وسط مواطني العالم البسطاء (افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية) شعورا بالرضى.واذا كان فوزه هذا قد جسد فعليا احلام الزعيم الراحل مارتن لوثر كينغ، فانه جسد ايضا حاجة الملايين من الامريكيين وغير الامريكيين الى الاحساس الفعلي بقيم المساواة والعدالة. وعمليا فقد غيـّر اوباما (جزئيا على الاقل) صورة امريكا دون ان يفعل شيئا، وحتى قبل ان يتسلم مهام الادارة الفعلية.
- تصطدم هذه الايجابيات مع واقع مرير لن يدع نشوة الانتصار تستمر طويلا. فالرئيس المنتخب سوف يرث وضعا داخليا ودوليا هو الاصعب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. فالازمة الاقتصادية تمسك بخناق العالم، والقوة العسكرية الامريكية في وضع لا تحسد عليه، وتشكيك في قدرة الولايات المتحدة في ادارة القضايا الدولية.. الخ.
الان وقد استثمر الملايين امالا عريضة على الرئيس المنتخب فان امامه خياران. اما ان يجسد شعار التغيير الى تغيير حقيقي في الارض ويصبح الرئيس الاسطورة مثلما كان المرشح الاسطورة، او ان يخيب ظن المؤملين فيعود الوضع الى ما كان عليه، ويذهب الى بيته غير مأسوف عليه مثل كولن باول وكوندوليزا رايس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق