الأحد، 30 نوفمبر 2008

لماذا يعامل اللاجئون الافغان بهذه الصورة غير الانسانية؟

حزنت جدا اليوم. وشعرت كم ان السياسة قذرة فعلا. اذ يمكن ان تتاجر بالانسان وآلامه ومعاناته من دون اي مشكلة حرصا على ربح سياسي رخيص. اقول ذلك وانا اشاهد عشرات من الاشخاص تجمعوا في ميدان كنيسة آجيو بندالايمونو احتجاجا على وجود لاجئين افغان يقيمون في الساحة في العراء في الشتاء. لقد تجمع هؤلاء المواطنون من اجل مطلب واحد وهو طرد هؤلاء اللاجئين. الى اين؟ ليست لديهم اجابة محددة اذ ان كل ما يريدونه هو الا يروا هؤلاء البؤساء في الساحة لانهم هبطوا بمستواها بشكلهم البائس وملابسهم الرثة وقطع اغراضهم المتسخة.

لقد كنت اتوقع ان يجتمعوا ويطالبوا الدولة بان تقوم بواجبها تجاه هؤلاء اللاجئين طالما انها موقعة على الاتفاقية الدولية للاجئين لعام 1951 ومن واجبها ان تعمل على حمايتهم. والدولة اليونانية ليست فقيرة ولا تعدم حلا اذا ارادت. وقد استفسرت احد سكان الحي عن المحتجين فقال لي انهم اتباع حزب صغير معروف بعدائه للاجانب عموما. وهو يسعى الى ايقاظ مشاعر العداء وسط المستائين من هذا الوضع من اجل استقطاب "زبائن" للحزب.

وقد حاولت ان اعرف من هم هؤلاء اللاجئين الافغان ومن اين جاؤوا ولماذا هم بهذه الحالة. كان من الصعب ان تتحدث اليهم مباشرة فهم لا يجيدون لغة البلد ولا الانجليزية كما اني لا اعرف لغتهم. وفي النهاية عثرت على افغاني من المقيمين فترة طويلة وهو عضو لجنة منهم تحاول ان تقدم يد المساعدة الى هؤلاء البؤساء.

علمت منه ان المقيمين في الساحة حوالي ثلاثين عائلة وجميعهم دخلوا البلاد مشيا على الاقدام الى ان وصلوا الى هذا المكان. وقال انهم اتوا من ايران بعد ان بدأت تطرد اللاجئين الافغان المقيمين لديها. الا ان اكثر ما احزنني قوله ان احد الاطفال توفي على يدي امه بسبب البرد.

ذهبت اوربا وضربت بطائراتها وقنابلها افغانستان وحولت نصف الشعب الى لاجئين ولكنها الان تغلق عليهم الابواب. دمرت البلاد ولا تريد ان تتحمل مسؤوليتها. وهؤلاء المساكين لا حول لهم ولا قوة. غير قادرين على التعبير عن معاناتهم، ولا الرد على من يتاجر بمعاناتهم، ولا الكتابة عن احوالهم ولا يعرفون الى اين يذهبون ومع من يتكلمون. بل ليسوا قادرين على الاستغاثة. الجميع يتكلم ويتعارك ويتفلسف حولهم وهم صامتون في انتظار اقدراهم وما يقرره لهم الاخرون.

ليست هناك تعليقات: