كثيرا ما يكتب منصور شاشاتي في السياسة كواجب ناشر لصحيفة ولكنه في الحقيقة يكتب النثر افضل الف مرة من مقالات السياسة وهذه احدى تجلياته، رأيت ان انشرها كأفضل ما قرأته الشهر الماضي. اما من هو منصور شاشاتي فهو الرجل الذي يجلس يوميا في الغرفة الاخرى من المكتب الذي يجمعنا منذ سنوات. ربما اكتب عنه شخصيا في مرة قادمة. وحتى ذلك الحين دعونا نقرأ القطعة التالية:
يأتونك سبعا لا سباعا.
رقما أفرغ من مضامينه. تفتش في تجويفاته عن ركن، تسند عنده الرأس وتغط في نوم عميق...
هو الشيء الوحيد الذي لم تصل إليه بعد ، أياديهم الممتدة إلى القلوب داخل الصدور، وإلى الروح المتسربة في تفاصيل الجسد.
يأتونك سبعا، فردا فردا ،على فترة من الحزن، لا تباعا .
وأنت هائم تطارد في حلمك، قمرا تخّفى خلف التلال..
يسكتون الصمت فيضج السكون ، ويرحل أريج الزهور، ويفر القمر.
متى بدأ طائر الجنة يفتت أعشاشه ويرحل عن قرانا ، متى؟
متى أبت السحب أن تمطر حقولنا ، متى؟
متى تحولت ضحكات صغارنا إلى بكاء ، وهمسات نسائنا إلى عويل ، متى ؟
أليس فينا من يسجل تاريخ الطير والحقل؟!
المستحيل : أن لا يطلع الفجر. قالوا لنا . . فلا فجر ٍٍرأينا ولا أمل.
قالوا لنا : جولة الظلم ساعة.
نسوا أن يكملوا ، بأن ساعة الظلم كافية لزعزعة كيان أمة وطمس تضاريس الوطن.
هوّن عليك أخي أنا مثلك مهموم ومغبون، أبحث عن ركن أسند الٍرأس عنده وأغط في نوم عميق.
نشتمهم ، نلعنهم ، نسبهم ثم ماذا؟!
هوّن عليك أخي ، أنا مثلك أتوجس رغبة ورهبة من هذا الآتي
أتلمس في حلمي تفاصيل التفاصيل والملامح
أعرف انه يسكن فينا ونسكنه
لكنا، نتوجس من هذا الآتي الساكن فينا!
هوّن عليك أخي، لن يأتي الفارس من خارج هذا الوادي
قد لا نشهد عرس الفرح لكن، سكون لنا حظ من أفراح العرس
أي خيط رقيق يفصل أوهامنا عن الحلم، وأي جسر يوصل أحلامنا إلى الرؤية
أرى فيما يرى النائم ، الزمان يفلت إلي وراء
فأعود إلى سنوات الصبا، وأحلام الصبا
لا تبك !
كل أحبابنا ماتوا
كل أحلامنا باتت سرابا في سراب
أنا وأنت . . هوّن عليك وتعال ، نفتش عن ركن نسند إليه الرأس ونغط في نوم عميق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق