الأحد، 28 يونيو 2009
دعم الامارات في استضافة إيرينا واجب كل العالم النامي
لم ازر دولة الامارات العربية المتحدة، ولا اعرف الكثير عنها سوى انها تستضيف عددا كبيرا من ابناء وطني السودان، كما ان لها افضال كثيرة على بلدي من بينها انها ثاني اكبر مستثمر في بلاد النيلين. ولا غرابة في هذا الوضع اذ بحسب طبيعة البلد الذي نعيش فيه، وعشقه السرمدي لتحويل كل موضوعاته الصغيرة والكثيرة من حبة الى قبة، وحبه المفرط في خلط الامور العادية الظاهرة الى تلافيف وشرانق وحبال عنكبوتية وعجنها بسوائل شديدة اللزوجة فلا تجد وقتا ولا منفذا لترى نفسك في المرآة ناهيك عن رؤية ما يجري حولك في العالم. ومع ذلك فقد وجدت فرصة في الدقيقة الاخيرة لمتابعة المنافسة الالمانية للامارات لانتزاع حق استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة المسماة (ايرينا). فقد استفزني بشدة الاسلوب الذي اتبعته المانيا لدعم موقفها ضد الامارات للفوز بحق استضافة الوكالة. فاقل ما يمكن ان يوصف به هذا الموقف هو انه غير لائق، ولا يتسق مع وضعية دولة كبرى هي المعنية اكثر من غيرها بدعم جهود الدول الصغيرة الناهضة، خصوصا وهي تتقدم الصفوف بشجاعة فائقة لتتحمل مسؤوليات دولية جسيمة، وعلى نفقتها نيابة عن الآخرين. ومن الغريب حقا ان تكون الدولة التي تصم آذاننا منذ سنوات، بضرورة توسيع المشاركة الدولية في منظمة الامم المتحدة، ان تكون هي نفسها الدولة التي تسعى لحرمان دولة الامارات من ان تكون مقرا للوكالة الوليدة. ولكن اكثر ما يثير الاستفزاز والغضب في آن، هو ان تلجأ المانيا الى استخدام "الدعاية السوداء" سلاحا في المنافسة الحامية التي ابتدرتها دون سبب، وذلك بالتعلل بقضية حقوق الانسان. اذ تحاول المانيا عشية الانتخابات التي سوف تجري لتحديد مقر المنظمة الجديدة، ان سجل حقوق الانسان في الامارات يجعلها مكانا غير ملائم لاستضافة الوكالة. وفضلا عن ان هذه القضية لا يمكن ان يكون لها علاقة لا من قريب او بعيد بموضوع استضافة منظمة دولية معنية بشؤون الطاقة، وليس حقوق الانسان، فانها تتجاهل عن عمد غير مفهوم، الخطوات المهمة التي اتخذتها الامارات في هذا الشأن في الفترة الاخيرة.ان من المؤسف ان هذا المقال سيجد حظه في النشر وقد انتهت قضية اختيار مقر الوكالة. اذ ان اجتماع الجمعية العمومية للوكالة بشرم الشيخ بمصر يوم 29 يونيو سيكون قد بت فيه بشكل نهائي. ولو كان الوقت كافيا لتوفرت الامكانية لتحريك الرأي العام العربي في اوربا والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة، للوقوف خلف الامارات، ذلك ان مجرد دخولها المنافسة في مضمار التقنيات الحديثة تطور يستحق ان يقف عنده كل العالم النامي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق