الأحد، 28 يونيو 2009

المسلمون في اليونان منقسمون وقلقون من تحرك اليسار اليوناني في قضية الاساءة للمصحف

انتهت المسيرة التي نظمتها منظمات يسارية يونانية وشارك فيها بعض المسلمون اغلبيتهم آسيويون يوم الجمعة 29 مايو، بسلام، خلافا لتوقعات الصحافة اليونانية التي كاتت قد راهنت على وقوع اضطرابات. هذه المظاهرة هي الثالثة منذ ذيوع خبر الاساءة الى المصحف بواسطة رجل شرطة يوناني. وكانت الصحف اليونانية قد ذكرت ان طالب لجوء عراقي باسم محمد عتيق، قد افاد بأن الشرطي مزق مصحفا كان يحمله عندما كان يفحص اوراق اقامته مساء الاربعاء 20 مايو 2009 في احدى الساحات العامة بوسط اثينا.

وبانتهاء اخر المسيرات، انقشعت الصورة عن خلافات حادة بين منظمات المسلمين حول الموضوع وكذلك بين اليونانيين انفسهم. فعلى الصعيد اليوناني ادت الحادثة الى مواجهات تخللها العنف بين اليسار واليمين المتشدد، الذي نظم هو نفسه ثلاثة تجمعات مضادة على نفس الخلفية، رغم انه اعلن عن اسباب مختلفة في كل مرة. وحتى الان لا يعرف الى اي مدى سوف تتطور هذه المواجهة وهي الاولى من نوعها في اليونان في السنوات الاخيرة حيث بات الطرفان يتواجهان وجها لوجه في الشوارع وساحات الاحياء. واثنيتهما يتخذان من موضوع المهاجرين القضية الرئيسية للصراع، ويستعين كل منهما بعدد من المهاجرين.

اما على صعيد المسلمين فان منظمات المسلمين ممثلة في الجاليات والمساجد وجدت نفسها منقسمة حيال ما الذي يجب ان تفعله. فقد وجدت نفسها ولاول مرة مطالبة من اجهزة الاعلام وعدد كبير من هيئات المجتمع المدني اليونانية، بان تتخذ موقفا. ثم ارتبكت بشدة عندما بدأت المنظمات اليسارية اليونانية بالتحرك بسرعة واخذ زمام المبادرة وتجميع المسلمين في مسيرات قبل ان تتمكن من ان تبلور موقفا موحدا. وزادت احداث الشغب التي وقعت من قبل مسلمين غاضبين يومي الخميس 21 مايو والجمعة 22 مايو من الضغوط عليها مما نتج عنه توتر داخل صفوفها.

الان وبعد انتهاء المسيرات بات الكثيرون منهم يتناقشون في نتائج ما حدث. ويتفق الغالبية منهم على ان الحصيلة النهائية للاحداث الاخيرة جاءت بنتائج سلبية على المسلمين، وعكست صورة سيئة للجاليات والمساجد امام الدولة والمجتمع.

وبدأ البعض بالتنادي الى ايجاد مخرج وقد اعترف اغلبهم بان جمعيات المسلمين الموجودة تعاني الانقسام وتفتقد الى القيادة المعبرة عن مجموع المسلمين. وخلق هذا الوضع فراغا سمح للمنظمات اليسارية اليونانية باخذ زمام المبادرة والظهور في الواجهة من دون رضى المسلمين. ويتفقون ايضا ان معالجة اليساريين للقضية قادت الى جر المسلمين للمواجهة مع اليمين المتطرف من دون رغبة منهم. ويشعر الكثيرون بالقلق الشديد لانهم يعتقدون ان المسلمين هم من سوف يجني عواقبها وهي غير معروفة كما انها رهينة بتطور المواجهة المتصاعدة بينهما.

وعلى اي حال فان وزارة الداخلية تستعد لاستقبال من وصفتهم بـ "ممثلي المسلمين"، حسب بعض التقارير الصحفية. ولكن من غير المعروف متى سوف تتم المقابلة، ولمن ستوجه الدعوة، وما الذي تريده الوزارة من اللقاء، الا ان المؤكد ان لا نية لمسؤول على الاعتذار عما جرى كما تطالب المنظمات اليسارية، ولذلك فان الارجح انها تسعى الى اغلاق القضية بنوع من التعهدات من مثل تجديد الالتزام ببناء مسجد، وانشاء مقبرة للمسلمين في اليونان.

ليست هناك تعليقات: