الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

مع كل انتصار سوف يستيقظ "ابطال" كثر نائمون

قرأت ضمن ما قرأت الاسبوع الماضي، مقال الكاتب الصحفي مصطفى عبد العزيز البطل بعنوان "مفكرة الخرطوم (2): حوار مع فتحى الضو" في موقع سودانايل. وفي الواقع فاني لا أتابع كتابات الكاتب المذكور، ولكن اسم "فتحي الضو" هو الذي دفعني لقراءته، وذلك لاسباب تخص علاقتي الشخصية به من جهة، ولكوني توقعت ان يكون المقال ردا على مقال سابق لفتحي حول مؤتمر الاعلاميين بالخارج، الذي ما زال يثير الكثير من الجدل، وهو امر ايضا يهمني باعتباري واحد من قبيلة الصحافة. والسبب الاخير، هو عين السبب الذي دفعني ايضا لقراءة مقال آخر للكاتب الصحفي حسن احمد الحسن، وثلاثتهم يقيمون بالولايات المتحدة وانا باليونان، مما يجعلنا جميعا معنيون بقصة هذا المؤتمر العتيد. ومما يجعل للامر اهمية ان اثنين منا قاطعا المؤتمر "انا وفتحي" واثنين شاركا فيه، واندفعا يدافعان عنه في مقالين منشورين، يتميزان بالغيظ والحنق الشديد مما كتبه فتحي الضو بعد ايام قليلة من انتهاء اعمال المؤتمر اختار له عنوان "حصاد الهشيم في ملتقى الاعلاميين".

ولا يهمني هنا ان اثير موضوع المؤتمر، رغم أنه كان ينبغي ان يشغل دائرة الاعلام، واعلاميي التحالف بندوة (في الحد الادنى) تجمع بعض صحفيي الداخل، وممن يقبل من صحفيي الخارج بمداخلات مكتوبة ردا على تهريج المؤتمر الوطني، وبالاخص جهاز الامن بواسطة كادره القديم رئيس محطة نيروبي الاستخبارية لسنوات، رئيس لجنة تحضير المؤتمر الوزير كمال عبداللطيف. ولكن هذا ايضا امر اخر، رغم انه ما زال في صلب الاحداث، وقد يهم التحالف النقابي ايضا.

ما يهمني هو النهج الذي اتبعه "البطل" في الاجابة على فتحي. ولقد اصابني العجب عندما رأيت المقال يتحول هجوما ضاريا على التحالف، وبالاخص القيادة الجديدة للتحالف بتقليل شأنها، واستهداف رئيس المجلس المركزي شخصيا مرة اخرى. لم اهتم كثيرا بمقال سابق لنفس الكاتب كان قد شن فيه ايضا هجوما شخصيا على ابوخالد اشتمل على اكاذيب واتهامات فجة، اضطرت المقاتل جابي ان يلتقيه خلال زيارة له الى القاهرة، ويفند كل ما ساقه، مما اضطره الى كتابة مقال اخر يقترب من الاعتذار ولا يصل اليه، قبل ان يرد له رئيس المكتب التنفيذي امير بابكر الصاع صاعين في مقال رصين بعنوان "شرقاً باتجاه الغرب: مصطفى البطل .. هذا.. باطل". وقد احسنت الظن بـ "البطل" رغم فشله في الاعتذار الواضح كما اثبت "امير". واحسنت به الظن اكثر، عندما وجدت انه وضع مقال "امير" ضمن مكتبته في موقع الجالية السودانية بواشنطن، في خطوة توحي بـ "سعة الصدر والروح الديمقراطية"، رغم اني لاحظت انه قد حذف بعد فترة من الزمن. كل هذه الملابسات جعلتني اشعر ان لا غضاضة في الامر. وبحسب الملابسات اعلاه، اعتبرت ببساطة انه ينبغي ان تؤخذ من جهة كونها جزء من لعبة العمل العام.

غير ان المقال الاخير بشكله ومضمونه، جاء ليثبت ان المسألة ابعد بكثير من مجرد نقد، حتى ولو كان كذبا وتشهيرا، وانما استهدافا واضحا ضد الحزب وقياداته. اذ لم يشر الكاتب لا من قريب ولا من بعيد الى اي من النقاط العشر التي اشار اليها الكاتب فتحي الضو في مقاله عن مؤتمر الاعلاميين، بل انبرى ينهش في انتمائه الحزبي المفترض، لينتقل من هناك الى الهجوم على التحالف. هذه المرة لم يجد "اثباتات وادلة" تجرح الذمة، او تشكك في استقامة ونزاهة قيادات التحالف، ولكنه وجد اتهاما جديدا بان ابوخالد ما زال الرئيس الفعلي للتحالف. هذا بعد اقل من شهر على تسنم القيادة الجديدة مسؤولية رئاسة الحزب. هل هذا عبث، ام حنق "زيادة على اللزوم" على فتحي؟ واين هذا كله من القضايا التي طرحها فتحي في مقاله المذكور؟

ما يهمنا هنا ليس "البطل" شخصيا. فكيف ما يقول او ينسج او يستخرج من كراهية، فان العلاقة لا يمكن ان تصاغ على اسس شخصية. ولكن ما جاء به هو دق جرس انذار لكل قيادات التحالف بمدى الاستهداف الذي ينتظرها كلما حققت تقدما، او سجلت نصرا. وليس مصادفة ان يأتي مثل هذا المقال، وفي اطار قضية لا تخص التحالف، بعد ان سجل نجاحا قويا بعقد مؤتمره، وتغيير قيادته باقوى الطرق ديمقراطية وشفافية ومؤسسية، ولحاقه باجراءات التسجيل لدى مجلس الاحزاب، ونجاح قيادته الجديدة في النفاذ الى الاعلام المرئي والمكتوب رغم الحصار والتضييق، وقصر ذات اليد.

وامام هذا التربص ارى انه لا ينبغي لاعضاء التحالف ان ينجروا الى مثل هذه المعارك الوهمية، ولا ان يصرفوا ثانية من جهدهم ووقتهم في مطاردة مثل هذه الهجمات غير المبررة. والمؤكد ان كل انتصار سيكون مزعجا غاية الازعاج لـ "خلايا" كثيرة "نائمة"، ما يعني ان علينا ان نتوقع ان تزداد الهجمات مع كل نصر، وسوف يصحى تبعا لذلك ابطال كثر نائمون أو منومون، غير البطل الذي صحي ابكر قليلا. وانما ينبغي الرد عليها بتحقيق المزيد من الانتصارات، اي تحقيق الاهداف المعلنة وبالاخص مخاطبة قضايا المجتمع، وهموم الشعب.
والتحالف دائما "لي قدام"

ليست هناك تعليقات: