من الامور المثيرة في عالم الانترنت انه بات سوقا لكل شىء بما في ذلك المواقع الالكترونية نفسها بغض النظر عن مضمونها. ونشطت في هذا الشأن مؤسسات تجارية (الكترونية طبعا) مهمتها تقييم المواقع لخدمة من يفكر في الاستثمار فيها بالمشاركة او بالحيازة الكاملة.
وتتيح هذه الاليات الالكترونية ان يطلع المرء على معلومات ما يزال اغلبية اصحاب المواقع يظنون انها سرية مثل عدد زوار الموقع، ومن أي بلاد هم، وعدد الصفحات التي يتصفحونها.. الخ. والواقع انها تزودك بمعلومات اكثر بكثير مما يملكه اصحاب المواقع انفسهم بواسطة الصفحات السرية المشفرة التي لا يراها احد غيرهم. فعلى سبيل المثال يمكن تقييم المواقع من عدة جوانب، كالعائد المتوقع من الاعلانات، ونوعها، والفئات المناسبة لها. كما تقدم تقديرا عاما لقيمة الموقع نفسه في حال التفكير في شرائه.
ورغم ان المسألة جدية في دنيا المال والاعمال، الا انها لشخص لا يحتفظ بعلاقة ود مع تلك الدنيا، فان الامر يبدو مثيرا للفضول، وفرصة لقضاء وقت لطيف مع لعبة الارقام والدولارات، لا سيما وان الامر ليس سوى مجرد ضربة زر.
شمرت ساعدي وطلعت بعد ساعة بالحصيلة التالية:
اغلى موقع صحفي صادفني هو جريدة "الشرق الاوسط" حيث بلغ سعرها لمن يفكر في شرائها نحو مليون دولار. واكتشفت ان زوارها يتصفحون ما يتجاوز الـ 400 الف صفحة في اليوم الواحد. والحقيقة انني كنت اظن ان جريدة "الحياة" اللندنية اكثر رواجا واغلى ثمنا لكن القيمون ذكروا ان ثمنها لا يتجاوز الـ 400 الف دولارا والتصفح فيها لا يزيد عن 130 الف صفحة في اليوم الواحد. بل ان موقع "ايلاف" يتجاوزها في التصفح اذ يصل الى 260 الف صفحة، اي الضعف، وبالتالي في القيمة اذ يصل ثمنه الى ما يقرب من 600 الف دولار. وتحتل صحيفة "القدس العربي" بالنسبة اليهما مكانة متواضعة اذ ان ثمنها اقل من مائتي الف دولار وحركة التصفح فيها اقل من 90 الف صفحة يوميا. ولا تتجاوز قيمة موقع اقدم صحيفة عربية في لندن اي جريدة "العرب" حوالي الـثمانين الف دولار وتصفح في حدود 35 الف صفحة في اليوم.
تركت الصحف العربية وذهبت الى المواقع السودانية فوجدت ان موقع سودانيز اونلاين هو الاكبر بقيمة تتجاوز قليلا الـ 300 الف دولارا وحجم تصفح يبلغ 143 الف صفحة في اليوم اغلبهم من داخل السودان. وكنت اظن ان موقع سودانايل هو الثاني لكن المفاجأة هي ان صحيفة المشاهير هي الثانية حيث يصل عدد تصفح فيها، الى نحو 60 الف صفحة في اليوم مما رفع قيمة موقعها الى 136 الف دولار، بينما بقيت قيمة موقع سودانايل في حدود الـ 50 الف دولار و22 الف صفحة في اليوم. وتخطت "المشاهير" حتى جريدة "الرأي العام" في القيمة والتصفح. وتجاوزت صحيفة "الصحافة" موقع "سودانايل" قليلا بعدد تصفح بلغ 25 الفا بقيمة 56 الف دولار.
تتوالى بعد ذلك المواقع الاقل حركة اما لان اصحابها لا يعيرون النسخة الالكترونية اهتماما كبيرا، او لانها ما زالت جديدة غير معروفة على نطاق واسع بعد. فعلى سبيل المثال بلغت تقديرات قيمة موقع صحيفة "الاخبار" 6700 دولار وعدد تصفح بلغ 2500 صفحة في اليوم مع ملاحظة ان اكثر من 98 بالمائة من قرائها من داخل السودان، والسعودية فقط. اما موقع صحيفة "السوداني" الجديد فحركة التصفح فيه لا تتجاز المائتي صفحة. ووفقا لذلك فانه سجل ادنى قيمة لموقع اخباري سوداني بقيمة 416 دولارا، وهو ما جعلني اشعر بالارتياح لموقع "تحالف اورغ" الذي تبلغ فيه حركة التصفح 336 صفحة مما جعل قيمته نحو ستة اضعاف قيمة صحيفة "السوداني".
ولكننا حزب ايضا فلنرى المقارنة. حركة التصفح في موقع تحالف اورغ، اعلى من موقع "حزب الامة" الذي بلغت قيمته 2365 دولارا بتصفح 264 صفحة. ويوجد في نفس مستوى الموقع الرسمي لـ "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذي تم تقييمه بـ 2365 دولار ايضا، وتصفح بلغ 334 صفحة. ويـُظهر موقع "قطاع الشمال بالحركة الشعبية" حركة اكبر تم تقييمها بقيمة تقترب من 4 الاف دولار وتصفح بواقع 1238 صفحة. اما صحيفة اجراس الحرية التابعة للحركة الشعبية فتصل حركة التصفح فيها الى حوالي 7 الف صفحة مما جعل التقدير العام لقيمة الموقع يصل الى 17 الف دولار. وهذه تزيد كثيرا عن عميدة الصحف الحزبية السودانية "الميدان" التابعة للحزب الشيوعي السوداني التي تم تقييمها بـ 9 الاف دولار وتصفح بلغ 3385 صفحة. ويبقى موقع "حركة العدل والمساواة" اكبر موقع حزبي سوداني، حيث يقلب فيه الزوار اكثر قليلا من 13 الف صفحة يوميا لتصل قيمته الى نحو 30 الف دولار.
انهيت جولتي بفحص نفس الموقع الذي يفحص مواقع الآخرين، فقيـّم نفسه بمليون وربع المليون دولار وعدد تصفح بلغ اكثر من ستمائة الف صفحة في اليوم الواحد. هذا لم يقلل شعوري السابق بالارتياح لكن جعلني اسرح قليلاً، واتساءل ما اذا كان رهاننا على امكانية نجاح موقع "اخباري" و"حزبي" في آن واحد، أمر واقعي، وقادر على تحقيق اختراق يكسر الحصار الاعلامي على التحالف وبقية القوى السياسية والاجتماعية، ويسهم في تطوير العمل الصحفي العادي والاعلام الحزبي في وقت واحد. انه رهان صعب ان جمدنا انفسنا في المطلوبات التقليدية (اموال وامكانيات)، ورهان سهل ان آمنا بالانسان وطاقاته. ادعو الجميع للمساهمة في دعم وتطوير موقع تحالف اورغ:
ما زال الموقع بحاجة الى رئيس تحرير مناوب.
وما زال يحتاج الى صحفيين متدربين.
القائمة أطول ولكن "دا المستعجل".
ورمضان كريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق